أخبار وتقاريرإختيار المحررالعرض في الرئيسة

“ترجمة” اليمن .. هل سيعجل قتل “صالح” بعمل عسكري مباشر للولايات المتحدة في الحرب التي دبروها..؟

يمنات – خاص

ترجمة خاصة بـ”يمنات”

راندي نورد

لا يغرنك الموقف الأخير الذي ظهر به ترامب مطالباً برفع الحصار السعودي عن اليمن. فقد فتح رحيل علي عبد الله صالح عين المحافظين لتدخل أمريكي مباشر في اليمن الذي مزقته الحرب.

فمنذ شهور مضت، كانت الخطة الأمريكية في اليمن تقضي بشق الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح عن حركه الحوثيين. ومن هناك كان يمكن للولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في الخليج إعادة إشراك حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام في المفاوضات السياسية والاستسلام.

ومن الواضح أن الأمور لم تنجح تماما كما هو مخطط لها.

و في أغسطس من هذا العام، بدأت مقاومة اليمن بالتصدع عندما اتهم أنصار الله (الحوثيين) صالح وأعضاء في المؤتمر الشعبي العام بالتواطؤ مع السعوديين والإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة. حيث كتبت مروى عثمان للمرة الأولى لصحيفة “أميريكان هيرلاد تريبيون” أوردت فيه قول الباحث الإيراني الدكتور محمد صادق الحسيني إن الفكرة كانت في أن يقود صالح انقلاباً ضد أنصار الله الذي كان في ذلك الوقت يسيطر على العاصمة اليمنية كجزء من التحالف مع المؤتمر الشعبي العام.

و يقول الحسيني إن صالح خطط مع الإمارات والولايات المتحدة لتدريب حوالي ثمانية آلاف مقاتل داخل صنعاء وفي معسكرات تدريب في مدينة عدن التي تسيطر عليها دوله الإمارات. وكان من المقرر أن يتم هذا الانقلاب في نهاية أغسطس (بألفي مقاتل فقط) – بعد أسبوعين فقط من دخول قوات أمريكية إضافية إلى اليمن كجزء مما يسمونها بعملية مكافحه الإرهاب. ولكن بعد أن اكتشف أنصار الله دلائل التواطؤ جرى إيقاف الانقلاب.

و مع ذلك، فإن التوترات لم تضطرب تماما بين المؤتمر الشعبي العام وأنصار الله. وباعتبار أن صالح شن سته حروب ضد الحوثيين بدعم أمريكي وسعودي قبل الدخول في تحالف معهم في هذه الحرب الراهنة، لذلك، فقد كان من المفهوم بالنسبة لهم ألاَ يثقوا به.

و بالتقدم إلى الأمام بضعة أشهر إلى الثاني من ديسمبر، فعندما حاول صالح وحزبه المؤتمر الشعبي العام أخيراً القيام بانقلابهم ضد أنصار الله قدمت السعودية دعماً جوياً لهم.

و فشل الانقلاب بشكل كامل نتيجة سوء تقدير قوة ودعم أنصار الله. ونجحت قوات أنصار الله في صد الانقلاب وهي الآن تسيطر بشكل كامل على العاصمة اليمنية صنعاء دون أي نفوذ للمؤتمر الشعبي العام.

و بعيد أيام قلائل فقط قتل صالح أثناء محاولته الفرار. وفي حين قامت قوات أنصار الله بالعمل على تأمين المدينة عثروا على عشرات من مخابئ الأسلحة منتشرة ومجهزة وأكدوا خططا محكمة للانقلاب.

و يعتقد دماغ المحافظين وهو المعهد الأمريكي للمؤسسات التجارية (الذي كان نافذاً جدا خلال حقبه بوش) أن الولايات المتحدة تحتاج إلى القيام بدور مباشر في اليمن الآن بعد إخراج صالح من المشهد.

و جاء في التوصية “يجب على الولايات المتحدة أن تأخذ بمقاليد الأمور للتوصل إلى حل للنزاع اليمني بدلا من الاستعانة بإيكال هذه المشكلة لحلفائها في الخليج”.

و بالرغم من ان المقالة تشدد صراحة بوجوب التوصل إلى حل سياسي، فإني اعتقد أن الجميع يعرف ما يعنيه المعهد الأمريكي للمؤسسات التجارية بـ”دور أمريكي مباشر في اليمن”. و كما هو الحال دائما، فان ذلك يعني ضمنا القوة العسكرية والاحتلال.

و يصدر معظم النشطاء نقداً طاغياً على الحصار المفروض علي اليمن، وهم محقون في ذلك. بيد أن هذا يعطي نظام ترامب فرصة لتقديم تنازلات صغيرة من خلال مطالبته برفع الحصار.

و بمجرد رفع الحصار، هل ستختفي هذه الأصوات..؟ فمن شأن إنهاء الحصار أن يعطي الولايات الأمريكية بالتأكيد فرصة لزيادة المشاركة في اليمن بدون أعين كثيرة للمتطفلين.

كما انه سيسمح للولايات الأمريكية بدخول المسرح اليمني عسكريا كمؤيد للعدالة الإنسانية (وهي أكثر مبرراتها شيوعا للحرب).

ففي شهر نوفمبر أي قبل أسابيع قليلة من الانقلاب الفاشل لحزب المؤتمر الشعبي العام، صوت البيت الأمريكي على بحث التوصل إلى حل سلمي وليس عسكري في اليمن.

و من الناحية النظرية فان هذا الإجراء سيقطع دابر مشاركة أمريكية كامنة لصالح القوات السعودية والإماراتية ضد أنصار الله.

بيد ان التعديل لن ينهي الجهود الأمريكية لمكافحه الإرهاب في اليمن ضداً على القاعدة والآن داعش. (وهذا أمر يحمل على السخرية عندما تجد أن القاعدة تقاتل إلى جانب القوات المدعومة من السعودية وبالأسلحة الأمريكية).

و لعل طريقة بسيطة للتنصل من هكذا مأزق بالنسبة للولايات المتحدة هي أن تقوم بصورة تعسفية بتصنيف أنصار الله كجماعة إرهابية. وهي الطريقة التي قد تجنبوا القيام بها حتى الآن لما لها من مخاطرة بالإضرار بالمفاوضات وبمحادثات السلام.

إلا أنه مع رحيل صالح، هل ستدخل الولايات الأمريكية اليمن بكامل قوتها..؟ أم ببساطة ستبقي علي دعم القوات الإماراتية والمرتزقة..؟ ربما أن الاحتمال الأخير وارد. لان إرسال القوات الأمريكية لمحاربة أنصار الله سيكون خطا أحمق.

و يحدونا الأمل أن تعود الولايات الأمريكية إلى رشدها وان تخفض خسائرها وتحسم الدفع بالمفاوضات السياسية مع انصار الله والممثلين الجنوبية. ولكن متى قامت الولايات الأمريكية بوقف خسائرها والمضي قدما..؟

المصدر:

رابط المقالة باللغة الانجليزية انقر هنا

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى