العرض في الرئيسةفضاء حر

كيف سيتعايش المصفقون للقائمة السعودية مستقبلا مع ضمائرهم ؟!

يمنات

محمد  عايش

قائمة “الإرهاب” السعودية الأخيرة تكشف أكثر من مُضمر:

رقم واحد: هذه القائمة تبريرٌ جديد للمزيد من استهداف المنازل والمدنيين، على النحو الذي شهدناه اليوم في محافظة حجة، هناك حيث ارتكبت طائرات العدوان أحدث مجازرها المروعة بحق المدنيين، وبادرت وسائل إعلام السعودية فور الجريمة إلى الحديث عن كون المستهدف في الضربة هو الرئيس صالح الصماد.

رقم اثنين: أن جميع قيادات أنصار الله، من الصف الأول والثاني والثالث وحتى الرابع والخامس (كما تشهدالقائمة)، سليمة معافاة، وحية تُرزق، بعد قرابة الثلاث سنوات من الحرب والعدوان..
والسؤال: إذاً من كانت تستهدف كل تلك الضربات وذلك القصف المجنون وتلك المجازر الرهيبة طيلة تلك الفترة؟!
والجواب هو ما نؤكده دائماً: هذا عدوانٌ بربري لم ينجز شيئاً لأصحابه العجزة والفاشلين غير اختطاف حياة وسلامة عشرات آلاف المدنيين اليمنيين، أما المحاربون فلم ينل منهم إلا ما لا يفي بإعداد قائمة طويلة كقائمة السعودية هذه.
وهذا لا يعني بحال أن دماء القيادات الحوثية اليمنية، أو أية قيادات أخرى، مُباحة وجائز استهدافها.

رقم ثلاثة: تؤكد القائمة على حجم المأزق السياسي والأمني والعسكري، وقبل ذلك الأخلاقي، الذي تعيشه السعودية، فهي تعلن هذه القائمة مدفوعة، في أحد الأسباب، بحرجها بعد أن أصدرت قائمة سابقة للإرهاب تضمنت بعضا من أهم القيادات اليمنية التي تقاتل في صفها وعلى رأسها أبو العباس في تعز، والحميقاني مستشار هادي المقيم في الرياض.
حيث من غير المعقول أن تصنف المقاتلين معك كإرهابيين وتترك الحوثيين دون تصنيف.
غير أن الأمر ترقيع، فالقائمة الأولى يجمع العالم على كونها لإرهابيين، بينما القائمة الأخيرة هي مجرد قائمة بخصوم السعودية لا أكثر.

لا مجال للهروب إذاً من حقيقة أن المملكة ليس لها من جيش غير “الإرهاب”، وليس لها من حلفاء غير “الإرهابيين”.
…..
رقم واحد يظل هو الأهم الآن، فنحن على موعد مع مجازر جديدة وربما أعنف من المجازر السابقة، بمبرر “قائمة الإرهاب”..
وعلى المصفقين للقائمة أن يقرروا كيف يتعايشون لاحقاً مع ضمائرهم بعد المجازر الإضافية المتوقعة بحق أبناء بلدهم.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى