فضاء حر

الإعماء الفكري وقيادة الشعوب

يمنات

أحمد شايع

من المعروف أن الأمم لا ترقى إلا بالعلم والعلماء، وهي الوسيلة الوحيدة الظامنة للنهضة والرفاهية للمجتمعات.

و في المقابل يصير حال الأمم المحاربة للعلم والعلماء في الدرك الأسفل بين الأمم، ومستجديه لكل مناحي الحياة والمعيشة من سواها من الأمم وتصبح عالة وتابعة قسرية لكل ما يُملى عليها في سبيل توفير الإحتياجات اللآزمة للمعيشة.

و نحن في الوطن العربي بالذات – ولا اشمل الكل بهذا إنما هو الصبغة السائدة – نعاني من تسلط الجهل المصبوغ بالفكر الديني والإستبداد الطبقي والتفرد في الحكم مما أوردنا المهالك وقادنا إلى الحروب والإقتتال والنزاع لإرضاء الحكام بمباركة المزينين والمفتين لهم بكل مايرضيهم وما فيه دوام النعم على فئة المدعين للعلم الإلاهي.

و ينبري لنا في كل حين أصوات ناعقة ومكفرة ومهددة بالويل والثبور وعظائم الأمور في أي خروج عن المألوف أو ما عهدوا عليه آبائهم وأرباب نعمهم والمدلسين بإسم الله ورسوله، مما أورد الجميع مهالك عظيمة وأثار البغضاء والعدواة لدى الكثير من الأمم الأخري بسبب هذا الفكر العدائي والإقصائي والتفردي بالحكم أو الدين.

و لأن الإنقياد هو الطابع المطلوب من هؤلاء، فإن أي صوت أو موقف يصدر بالرفض أو إعادة النظر بالموروث وما يتم الإنسياق له من فتاوى أو رؤى يجد فيها المجتمع العداء أو الإعماء والتجهيل يقابله سيل أحمق وأفواد من المتبعين المغيبين لعقولهم والحامدين الشاكرين العاملين بما تم غرسه في عقولهم دون أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث أو المقارنه والتحقق من صحة ماتم تلقينهم إياه.

لذا فإن المعاناة تزداد وحال الأمة في تدهور مستمر وقتل مبرر بفتاوى فقه الجرائم والعداء للإنسان والبشرية وتفجر الوضع العالمي بحملات عدائية نال من أثرها الضار أخوتنا في الإنسانية والإسلام بالدول الأخري التي ترحب بالتعايش بين الأمم ويسري فيها قانون الدولة والإنسانية التي بعث الله بها أنبيائه فأخذوها وطبقوها في عوالمهم فكان لهم الإستقرار ونحن أخذنا من مناهج التكفير وفتاوى القتل منهجاً فكان الدمار لنا ومآلنا غثاء كغثاء السيل.

إلى هنا نقول: إلى متى نظل لابسين رداء التعمية والإستغباء والتجهيل..؟!

و هل آن الأوان للأمة أن تعود للمنهاج الحق ورسالة رب العالمين في التعايش والتحاور والحياة الكريمة بلا عقد الإستعلاء والتكفير.

اللهم أنر العقول وردها لرشادها وإذهب عنا كل خبث وشر مبطن وفساد مدمر.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى