فضاء حر

السيناريوهات المحتلة لتصرفات السعودية بالتغيير في معالم الحدود المرسمة بين البلدين وفق معاهدة جدة عام 2000م

يمنات

كهلان صوفان

النظام السعودي لا يجرؤ على القيام بهكذا خطوة لولا أنه مرتب نفسه قانونا مع السلطة المحلية في المحافظة ومع الرئيس المستقيل والفار من وجه العدالة، وكذا دوليا مع النظامين الأمريكي والبريطاني.
 
كونه يدرك أبعاد وخطورة القيام بمثل هكذا خطوة من النواحي القانونية.
 
وقد تسربت خلال الفترة الماضية وثيقة هامة موقعة من شخصيات قبلية واجتماعية وسياسية حضرمية تطالب بضم إقليم حضرموت لدول الخليج العربي..وهي بالطبع كانت مقدمة للمضي في ذلك السيناريو.
 
النظام السعودي يرغب في منفذ بحري على الخليج العربي ليتجاوز مشكلة إيران مهما كان الثمن نظير ذلك، ولكنه في نفس الوقت لا يرغب في الدخول في شراكة استراتيجية مع دولة الجمهورية اليمنية لتنفيذ ذلك المشروع، طمعا في الاستئثار بالمكاسب كلها، ولشعوره بأن اليمن مجرد حديقة خلفية له لا يجوز له أن يملي الشروط وأن يكون ندا حقيقيا له.
فتجاربه السابقة أثبتت سهولة اختراق القرار اليمني عن طريق شراء الولاءات وتصفية الخصوم حتى لو وصلوا لسدة الحكم في اليمن.
 
وبالتالي فإن النظام السعودي يدرك أن خروج نظام صنعاء عن هذه القاعدة مجرد مرحلة مؤقتة لا تلبث أن تعود للحضن السعودي طالما ظل هذا النظام عاجزا عن انقاذ شعبه من مخالب الفقر والجوع والمرض، والتي تضاعفت مخاطرها نتيجة سياسة الحصار المفروضة عليه والقصف المستمر لكل مقومات الحياة وتدمير بنيته التحتية المتواضعة أصلا.
 
هذا سيناريو آخر، ولكن رهانه مؤخرا على السيناريو الأول أكبر نتيجة عناد نظام صنعاء وصموده وتغير قائمة الولاءات الإقليمية والدولية.
 
فما هو إذا ثمن رهانه على السيناريو الأول؟
 
هل هو ثمن لمنح شعبنا في الجنوب الإنفصال عن صنعاء؟
 
أم هل هو ثمن لبقاء الفار هادي رئيسا لليمن في المرحلة القادمة؟
 
أم هل شعبنا الحضرمي على موعد مع استفتاء الإنفصال عن بقية أجزاء اليمن برعاية سعودية إماراتية يعمل على تنفيذها رئيس الوزراء السابق خالد بحاح؟
 
أم هناك وعود سعودية لضم حضرموت محافظة جديدة له كأقليم بحكم ذاتي مقابل تمتع شعبنا في حضرموت بكافة الامتيازات التي يتمتع بها المواطن السعودي؟
 
كل تلك السيناريوهات محتملة إلا سيناريو الإستيلاء على تلك المنطقة بالقوة والغلبة العسكرية كون المشروع استثماري بالدرجة الأولى وبالتالي يجب أن ينشأ في بيئة مستقرة خالية من الصراعات.
 
فلننتظر الأحداث القريبة القادمة ربما ستجيب عن كثير من تلك التساؤلات.
زر الذهاب إلى الأعلى