العرض في الرئيسةفضاء حر

إلى أين نمضي ..؟

يمنات

اسيا الصراري

كان طه حسين يقول إن التعليم هو الخطوة الأولى نحو الحرية;لذا سخر التعليم بالمجان وجعله حق من حق كل الناس كالماء والهواء بمجرد ما إن عين وزيراً للتعليم في مصر.

وفي بلدنا شارك ساسات بلادنا في تدمير عمود الحرية وأساسها _ التعليم _ ..;لأنهم يخشونها قضوا عليه بكل مقوماته حتى أني ومنذ كنت طفلة صغيرة وألتحقت بالتعليم لم أجد ذاك الإهتمام الكافي حتى بأولى مراحل التعليم والتي تعتبر حجر أساس طالب العلم كما تقوم به سائر البلدان المتقدمة وهو التأسيس السليم وبذل قصارى جهدهم وتسخير الكوادر والكفاءات للإهتمام بهذه المرحلة الحرجة من مراحل التعليم لينشاء جيل متعلم أساسه سليم فما الفايدة من الإهتمام بأخر مرحلة إن لم يكن الأساس سليم؟ سيسقط التعليم في قاع الجهل لا محالة.

وهذا ما يفسر نشأت جيلاً بأكمله لا يجيد حتى نطق الأبجدية فما بالك بكتابتها.

وفي ظل هذا الصراع القائم والمؤامرات المتزايدة على الوطن ليست تلك المؤامرات التي يهددونا فيها حكامنا العرب للإنصاع لهم وإتباعهم ليس إيماناً بهم بل خوفاً من المؤامرات التي يهددونا بأنها تتربص بوطننا وستنال منه ما إن أستجبنا لصوت مقاومة حكمهم الجائر والقادم من عمق عقولنا,بل تلك المؤامرات , مؤمرات حكامنا..مؤامرات ساستنا علينا,وتجنيد ذواتهم.من أجل تنفيذ أجندة خارجية تسعى للقضاء على كل مقومات الوطن أهمها التعليم منبع الحرية ,والشباب عماد الوطن…والتي بدأت تبرز جليةً في القضاء على الوطن من خلال تفجير الحروب العبثية التي لا تخدم سوى أصحاب المصالح ,حيث أخذت هذه الحرب الأعنف في تاريخ بلادنا والتي نشهدها اليوم ومنذ مطلع 2015 من القضاء على كل مقومات الوطن وعماده حتى التعليم والذي لقيى الإهمال منذ عقود حتى أخذ يرتكز على الغش ليجتاز الطالب منا مرحلة تعليمية وكأن التعليم تحصيل حاصل لاقيمه له ومفروض علينا فقط الحصول على الشهادات جزء منا يأخذها لتباهي وهم أولاد المسئوليين والبرجوازيين في وطننا وأخرين للحصول على وظيفة تحسن من وضعه الإقتصادي المتدني وهم كادحي وطننا وأقلية قليلة للإنصاف هم من يتسلحون به لتنوير الفكر بتثقيفه بالتعليم ويسخرون جزء من نقودهم لشراء كتاب حتى وصلنا للكارثة في أخر أعوام التعليم في بلادنا وهي تدهوره بشكل كامل بعدما أُهمل بشكل كبير تتجلى من خلال:جزء كبير من المنهج الدراسي لا يدرس,وتسرب الأطفال من المدارس وإنتشار ظاهرة الغش بشكل مقلق,ومترست المدارس, بصورة كبيرة جداً,والأهم من هذا كله إضطهاد المعلم وأكل حقوقه مما يجعله لا يؤدي واجبه بشكل المطلوب,إضافة لإكرام المصححين في الوزارات من لا يستحق بالدرجات لكونه تابع لطرف الماسك بزمام الأمور في الحرب..وتحويل المؤسسات التعليمة لمؤسسات تجارية تهدف للربح قبل التعليم من خلال إكتساح المدارس والجامعات الخاصة الساحة العلمية,وصعوبة إلتحاق الطلاب بالجامعات الحكومية لإنتشار الفساد في الحرم الجامعي وبيع المقاعد لذويهم مما يجعل الكثيرين يلتحقون بالجامعات الخاصة رغم صعوبة ظروفهم المعيشية والتي بالكاد ما يستطيع هذا الطالب من توفير رسوم تعليمه في الجامعات الخاصة..وكثيراً ممن لا تتوفر لهم رسوم الإلتحاق بالجامعات الخاصة أجبرته الظروف لتوقف عن مواصلة تعليمه؟

وهذا ما يجعلني أتساءل: إلى إين نمضي بجيلٍ بأكمله بهذه الصورة المشوهة للتعليم؟ وكيف لنا أن ننقذ وطننا ونشيد حضارته بعدما ألقينا في التعليم إلى أحضان الجهل؟لماذا لم نجد طه حسين واحد في وطننا يجعل التعليم مجاناً من حق كل الناس كالماء والهواء أيماناً منه أن التعليم هو الخطوة الأولى نحو الحرية بل والتقدم والبناء والتغير الذي ننشده في السعي بقوة نحو بناء دولة مدنية حديثة?

زر الذهاب إلى الأعلى