أخبار وتقاريرإقتصادالعرض في الرئيسة

الريال نحو الانهيار .. مركزي عدن تعويم بلا إصلاحات ونقل بلا تخطيط

يمنات

عبد الخالق الحود

واصل الريال اليمني هبوطه الحاد مقابل أسعار صرف العملات الأجنبية، ما أدى إلى ارتفاع كبير في أسعار السلع الغذائية، خاصة تلك المستوردة من الخارج.

ولاحظ المواطنون والتجار مواصلة الريال اليمني، منذ الأسبوع الماضي، انهياره بشكل ملفت، حيث بلغ سعر الدولار الأمريكي، مساء الأحد، في عدن 390 ريالاً للبيع، و393 للشراء، فيما سجل سعر الريال السعودي 102 شراء و102.6 بيع.

وكانت أسعار العملات الأجنبية تراوحت بين 370 للدولار، و94 للريال السعودي، خلال النصف الثاني من أغسطس الماضي.

تعويم بلا آليات ضبط

و اعتبر مراقبون اقتصاديون أن سياسة تعويم العملة التي انتهجها البنك المركزي اليمني من دون آليات لضبط سعر الصرف، وعجز البنك عن التحكم بالسوق المحلية وما تحويه من عملات أجنبية، هو السبب الرئيس في هذا التدهور، ورجّحوا أن يشهد الريال اليمني مزيداً من التدهور خلال الأيام المقبلة.

و رأى المراقبون أن قرار تعويم الريال من دون إحداث إصلاحات اقتصادية واجتماعية، كدعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة لإيجاد طفرة إيجابية في الناتج المحلي، أو حتى إعادة هيكلة الأجور والمرتبات لمقابلة ومواجهة ذلك الإرتفاع الكبير في أسعار السلع الإستهلاكية، سيؤدي إلى التضخم.

و أوضحوا أن أحد أهم أسباب ارتفاع سعر الصرف هو زيادة السيولة النقدية لدى الصرافين، الذين عُهد إليهم صرف مرتبات الموظفين الحكوميين. وقابل تزايد السيولة لدى الصرافين – بسبب صرف مرتبات الموظفين – عدم رفد البنك المركزي بالعملة الأجنبية، وهو ما جعل الطلب على العملة الصعبة كبيراً من قبل المستثمرين.

غياب التخطيط وحضور الفوضى

أحد عملاء البنك المركزي قال، لـ«العربي»، إن «البنك المركزي يعمل بغير خطة واضحة لإنقاذ الإقتصاد، ولا يتخذ إجراءات تدفع باتجاه تحكمه بسعر العملة. يترافق ذلك مع فشل واضح في إدارة البنك المركزي في عدن، حيث لا يجري البنك أي اجتماعات ينبغي أن تكون يومية لمجلس الإدارة، كما أنه لا يقوم بالتنسيق مع المصارف والصرافين».

و أشار إلى أن «دور البنك المركزي اقتصر مؤخراً على صرف مخزونه من الريال للدولة والعملاء، متبعاً المحسوبية والوساطات لطلب السحب، ولذلك فإن المخزون النقدي في البنك المركزي في طريقه إلى النفاد، مع غياب خطة واضحة لإعادة الأموال المصروفة عبر الدورة المالية من وإلى البنك المركزي».

الانهيار الأسرع منذ 25 عاماً

يترافق ذلك مع بقاء أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي خارج البلاد في سفريات متكررة، تاركين البنك غارقاً في أتون الفوضى المستمرة منذ نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.

ولفت مصرفيون إلى أن «نقل البنك المركزي إلى عدن، وضخ عملة جديدة في السوق المحلية، من دون سياسات نقدية تنشّط الدورة المالية في الاقتصاد، تسبب بتدهور سعر الريال جراء الإقبال الكبير على شراء العملة الصعبة من الأسواق من دون غطاء من البنك المركزي»، مشيرين إلى أن «انهيار الريال مقابل الدولار وبقية العملات هو الأسرع والأسوأ منذ 25 عاماً».

وحذر المصرفيون من أن «استمرار هذا الهبوط سيؤدي حتماً إلى انهيار تام للاقتصاد والحركة التجارية برمتها، والتي تتضرر طردياً نتيجة استمرار الحرب التي دخلت عامها الثالث».

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى