العرض في الرئيسةتحليلات

هل ستفلت السعودية مجددا من قائمة الأمم المتحدة السوداء؟

يمنات

على الرغم من ترحيب منظمات حقوق الإنسان الدولية بإدراج التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية على مسودة اللائحة السوداء للدول والكيانات التي ارتكبت انتهاكات بحق الأطفال في اليمن، فإن هناك مخاوف من إفلات الرياض من القائمة مجددا كما حدث العام الماضي.

قصة اللائحة السوداء كشف عنها تقرير سري اطلعت عليه وكالة رويترز، أشار إلى أن الأمم المتحدة أدرجت التحالف السعودي على اللائحة السوداء في مشروع التقرير السنوي حول الأطفال والنزاعات المسلحة، الذي سيسلم لاحقا إلى مجلس الأمن الدولي، مرفقا بتقرير الأمين العام أنطونيو غوتيريش الذي يملك حق تعديل التقرير.

وقسمت مسودة اللائحة السوداء إلى قسمين: الأول يضم لائحة الدول التي ارتكبت تجاوزات بحق الأطفال من دون اتخاذ إجراءات وقائية لحمايتهم، في حين يضم القسم الثاني لائحة بالدول التي اتخذت إجراءات وقائية للحد من تأثير العمليات العسكرية على الأطفال، وأدرج التحالف السعودي في القسم الثاني، بينما صنّف انصار الله الذين تقاتلهم السعودية في اليمن والقاعدة في القسم الأول.

أطفال ومدارس

وجاء في مشروع التقرير “في اليمن تسببت أعمال التحالف العربي عام 2016 خلال هجمات استهدفت مدارس أو مستشفيات بسقوط 683 ضحية من الأطفال في 38 عملا تم التحقق منها”.  

وأضاف أن نصف الضحايا من الأطفال اليمنيين سقطوا بسبب غارات التحالف العربي بقيادة السعودية، وإذا كان التحالف قد اتخذ إجراءات عام 2016 للحد من تداعيات النزاع في اليمن على الأطفال، فإن “الخروق الخطيرة بحقهم بقيت قائمة وعلى مستوى مرتفع غير مقبول”.

ويتعين تصديق الأمين العام للأمم المتحدة على مسودة التقرير، وهي قابلة للتعديل، ومن المقرر تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي هذا الشهر، على أن يجري النقاش بشأنها في 31 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وبشأن رفض سفير السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي التعليق إلى أن يصدر التقرير رسميا، بدأت الرياض محاولاتها لاحتواء الأمر عبر ممارسة الضغط مجددا على الأمين العام للأمم المتحدة.

ضغوط السعودية

وفور وصوله للعاصمة الروسية موسكو مساء الأربعاء، تلقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اتصالا، حيث اكتفت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بالقول إنه “جرى خلال الاتصال مناقشة الموضوعات ذات الاهتمام المشترك في المنطقة والعالم”.

وعودة إلى الضغوط التي اعترف بها الأمين العام السابق بان كي مون، حيث قال إن قراره بإزالة التحالف العربي من القائمة السوداء العام الماضي كان “مؤلما للغاية”، وأشار إلى ضغوط مورست عليه، من بينها تهديد بقطع تمويل منظمات دولية.

كما كشفت وسائل إعلام أميركية وقتها عن أن هناك ضغوطا مارستها واشنطن نيابة عن الرياض.

ورحبت منظمات حقوقية دولية بإدراج التحالف العربي بقيادة السعودية على مسودة اللائحة السوداء، حيث عبرت منظمات أنقذوا الأطفال عن ترحيبها بالقرار الأممي، وشددت على أن التحالف مسؤول عن انتهاكات عديدة بحق الأطفال في اليمن.

وعبرت مديرة قسم الأطفال في منظمة هيومن رايتس ووتش جو بيكر عن أملها أن يتخذ الأمين العام للأمم المتحدة هذا القرار ويدرج التحالف العربي على هذه القائمة ويقدمها لمجلس الأمن الدولي.

نتائج عكسية

وقالت للجزيرة إن التحالف قدم وعودا كثيرة لتغيير الأوضاع في اليمن، ولكن على الأرض لم يحدث أي تغيير، بل استمرت الانتهاكات ضد المدنيين، خاصة الأطفال.

وقالت بيكر إن الضغوط التي مارستها السعودية لإزالة اسمها من اللائحة السوداء العام الماضي جاءت بنتائج عكسية تمثلت في تسليط الضوء بشكل أكبر على الانتهاكات باليمن، مشيرة إلى أن السعودية “مارست ابتزازا ضد الأمم المتحدة” للابتعاد عن هذه القائمة.

أما الخبير في القانون الدولي أنور مالك فقد اعتبر أن وضع التحالف في القسم الثاني من مسودة التقرير محاولة للضغط عليه لمعالجة الأخطاء والتجاوزات والانتهاكات في اليمن، والتي قال إن التحالف أقر بوجودها.

و قال مالك للجزيرة إن هناك توقعات بأن يكون هناك تغيير على اللائحة حتى نهاية الشهر، موعد تقديم التقرير الرسمي لمجلس الأمن، إذا قدم التحالف معطيات والتزامات جديدة تنهي مأساة اليمن وشعبه الذي يرزح تحت القتل والتعذيب والمجاعة والسجون السرية وغيرها.

وتبدو الأسئلة مركبة عن الانتهاكات التي يرتكبها التحالف الذي رفع شعار “إعادة الأمل” لليمن، بينما يبدو أمل اليمنيين اليوم النجاة من الموت الذي تصبه المليشيات الانقلابية، أو التحالف، أو الهروب من الموت بالكوليرا وحتىالجوع في بلد كان يوما يقرن اسمه “بالسعيد”.

المصدر: الجزيرة

زر الذهاب إلى الأعلى