العرض في الرئيسةفضاء حر

كيف تقتل شعبا برخصة قيادة؟

يمنات

حسين الوادعي

في نفس اليوم الذي أعلنت فيه السعودية قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة، أرسلت رسالة تهديد مكتوبة إلى الدول الداعمة لتشكيل لجنة تحقيق دولية في الانتهاكات والجرائم ضد المدنيين في اليمن، تنذرها بتعثر العلاقات التجارية معها إذا استمرت في دعمه.

هل هناك علاقة بين الحدثين؟
هذا ما يعتقده المجتمع الحقوقي الدولي.

يرى مدير منظمة هيومن رايتس ووتش أن الغرض من الإعلان في هذا الوقت تضليل الرأي العام العالمي بتحسينات شكلية لحالة حقوق الإنسان في السعودية مقابل التغاضي عن انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.
اللعبة الإعلامية البارعة نجحت. 

فقد نسي العالم رسالة التهديد الوقحة التي وجهتها مملكة النفط للدول التي تدعم تأسيس آلية مستقلة لكشف جرائم الحرب في اليمن، والتي يتحمل التحالف العربي مسؤولية ما يزيد على 60% من الإصابات والقتلى.
اليوم وجهت السعودية تهديدا آخر لقطر وقالت ان تصويت قطر لصالح لجنة التحقيق الدولية المستقلة سيكون بمثابة إعلان حرب.

لا زالت قيادات العالم توجه الشكر للسعودية على سماحها للمرأة بقيادة السيارة بشروط مشددة، وتتغاضى عن تهديداتها وعرقلتها الجهود العدالة الدولية في اليمن.

تخوض السعودية حربين في اليمن: عسكرية وحقوقية. الحرب الأولى تحصد الضحايا، والحرب الثانية تخفي دماءهم وتصادر حق أهالي الضحايا وحق المجتمع في محاكمة الجاني.

ليست مملكة النفط وحيدة في حربها الحقوقية.

تساندها حكومة هادي وجيش من حقوقيي الدفع المسبق الذين يساندون لجنة تحقيق “وطنية” تستلم مرتباتها من المتهم الأبرز في القضية.

كم طفلا ستقتل ممالك النفط لتغطي جثته بصورة إعلامية جذابة لامرأة منقبة تقود سيارة فارهة!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى