العرض في الرئيسةفضاء حر

السيادة الوطنية ..

يمنات

عبد الجبار الحاج

يقوم مفهوم السيادة الوطنية في معناه الجوهري ومضمونه المبدئي العام في الثابت الوطني اليمني ، وضدا من النهج السياسي والاقتصادي الممارس في حقل التبعية والارتهان في اداء الحكومات اليمنية المتعاقبة في الاربعة عقود الاخيرة تحديدا ..

فالمفهوم الذي كرسته ممارسات السياسات الوطنية الصارمة والحازمة الموقف .. كتلك التي كانت وسادت في بعض مراحل التاريخ القديم والوسيط او على النحو الذي مثله نهج حكومة الثورة في اليمن الديمقراطي جنوبا وبلغ تاثيره الى كونه فرض حدا او شكل مانعا وضاغطا على نهج التفريط في ظل حكومات تبعية وارتهانية شمالا، في حقبتي السبعينات والثمانيات شمالا ..

هذا المفهوم يقوم بمعناه في حقل الفعل والممارسة على وضع اليد اليمنية الوطنية ، بوضع سلطتها وبسط النفوذ على كل شبر وعدم السماح مطلقا لاية جهة محلية او احنبية وعدم السماح مطلقا في او بانتهاك السيادة برا وبحر وجوا اقتصاظيا او سياسيا ..

وعلى نقيض هذا المعني المبدئي للسيادة تعرضت وتتعرض بلادنا منذ اربعة عقود لانتهاك مسكوت ومرضي عنه من قبل السلطات النافذة مثل السماح لوسائل عسكرية باستخدام مجال الجو والبحر والبر ايضا او تلك التي تتخذ اشكال تجارية على حساب مصلحة الشعب اليمني وبهذا المعنى فبمجرد المرور للوسائل العسكرية والتجارية اكان ذلك في البر او البحر وفي مجال الفضاء لاغراض لاتعود بالنفع لليمنيين بل ولا تعود الا بالضرر على بلادنا وسواء في ظرف السلم كما صار في سبعينات وثمانيات القرن شمالا كما حدث في مزعوم مكافحة الارهاب باستخدام الامريكان مجالنا البحري والجوي .. وبلغ حد التفريط صيغته الخيانية في اتفاق غير شرعي لترسيم شمل جيزان ونجران وعسير واجزاء من ارخبيل حنيش ..

واتخذ المفهوم ويتخذ اشكالا متعددة وفي اشكال القوة العسكرية القائمة بالحرب والاحتلال الاجنبي بصيغته الراهنة بالقوة العسكرية الان وهو مايستدعي في حد الموقف الادنى الاعلان اولا باول عن كل جزء يقع تحت الاحتلال وطرح مهمة تحريره لخيار الحرب الاستراتيجية نحو التحرير التي تناولت مفهومها في سياق اخر .

كتلك الاشكال التي بلغت حد السطرة على مجالات السيادة ارضا وبحرا في ظرف العدوان والاحتلال الان و ناهيك عن قيامها بعمليات عسكرية ضد شعبنا وارضنا بل وقد وصل الحال الى حد اتخاذ القرار والبناء على جزرنا والقتحكم بمنافذ اليمن والتحكم في مثال ذلك في ميون والمندب و في سقطرى وساحلنا الغربي والجنوبي ومنافذنا وموانئنا وسواء كان هذا في ظروف السلم خلال عقود اربعة ماضية في اواخر التاريخ اليمني المعاصر .

زر الذهاب إلى الأعلى