فضاء حر

اليمن .. بورما العرب

يمنات

أحمد شايع

تتزايد الحملات الإعلامية وبروبجندا الإعلام في أوقات معينة وتحرك ملفات محددة لأغراض تغطية أحداث أُخرى والتعمية والتدليس على عامة الشعوب عن واقع أحداث أشد.

و من هذه الحملات ما هو صائر في هذه الأيام من حملات مكثفة وتغطية لأحداث (بورما) التي هي فعلا قضية أُمة ومصير مؤلم لإخوة لنا في الدين.

لكن..

لماذا الآن كل هذا التكثيف..؟ بدأت عن ذات نفسي أُراجع كل مابه فأجد أن هذا الحدث وما يتم فيه من عرض بوسائل إعلام عربية (بالذات) تعتمد في نشرها على وقائع بعضها قديمة مع الخلط بواقع الأمر الحاصل الذي يعلمه الجميع عن الجرائم الحاصلة في هذه الأرض التي كان أكبر شريك في الجرم على أهلها هم حكام العرب ومدعي العلم من مشوهي الإسلام.

و لأن الأحداث الحاصلة كبيرة فلا ننكرها ونتألم لها كيفما كانت وبأي قدر في أي قطر من الأقطار سواء كانت لمسلمين أو خلافهم.

لكن أعود وأراجع نفسي وأستعرض الأحداث وما يصير في وطني اليمن من قتل وتدمير وتجويع خلال هذه السنيين من دول هي القريبة لنا في إمتداد الأرض الشريكة لنا في الدين ولهم منا صلات وقرابة (وإن أنكر جاحدوهم) وبالتعاون مع حكام دول تبيع ابنائها لمن يدفع أكثر وجعلتهم مرتزقه لقتل أبناء اليمن.

و لأن الاحصائيات الدولية تكون هي الحكم في الكوارث فقد تفاجأت أن مقدار القتل الحاصل في بورما يصل إلى (1000) او يزيد منذ سنوات وليس هذا بقليل ابداً ولا نقره ولو كان لفرد واحد، بينما في اليمن ومنذ عامين وصلت الإحصائيات أكثر من (8000) قتيل مدني بين طفل رضيع ورجل وأمرأه وعجائز.

وهنا اتوقف وادقق واعيد النظر..

هل اليمن الآن هي بورما..؟!!

وهل من فيها من قتلى وشهداء هم نتاج عنف وظاهرة طائفية..؟!!

وهل من يقوم بهذا القتل والحصار والدمار هم من طائفة أُخرى تدين بغير الإسلام..؟!!

إن كان (لا) فكيف هذا إذاً..؟!! ولماذا..؟..

لكن يبدو أن شبق القتل يجرى في دماء كل مدعي التحدث والدفاع بإسم الله في كل الأديان، فكانت افعال البوذيين في بورما من قتل بواقع عرقي وديني وفتاوى من كهنتهم وأيادي الدسائس من قساوسة الدماء في كل الأديان، وبالتالي فما يصير عندنا ولنا باليمن هو ذات النتاج وبنفس الأسلوب والخطط والفتاوى الدينية والايادي القذرة من خدام المناصب ولاعقي الأقدام لإرضاء أربابهم من دون الله في الدول المتحكمة بسياسات العالم ولوبياتها المتعدده الأذرع والجاهزه بكل الخطط في كل وقت ولكل دولة ولعدة سنين.

لذا فإن اليمن هي فعلا (بورما العرب) لأنها تلاقي أعظم التنكيل والقتل عن سواها .. وبأيادي من يدعي أنهم أخوة لنا في الدين والأرض والنسب.

لك الله يايمن..

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى