العرض في الرئيسةفضاء حر

لـ”أنصار الله والمؤتمر” .. لا تهدروا الإنجاز العسكري والصمود الشعبي بفشل السياسة

يمنات

عبد الخالق النقيب

[email protected]

في النهاية ليس بمقدور حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس الأسبق صالح، أو جماعة أنصار الله الإفلات من تبعات الدخول في أزمة صراع سياسي مفتوحة، فما لم يستطع تحالف العدوان السعودي إفشاله عسكرياً، سيفشله إخفاقكم في إدارة المأزق السياسي الذي يعانيه اتفاق الشراكة للخروج من حالة الإنسداد والارتباك التي يعيشها المشهد السياسي في صنعاء.

الأمر أكثر خطورة من خوض سجال سياسي محتدم وتأجيجه بناءاً على تهويمات وتخوفات هي في الأساس تنقاد نحو مخطط تآمري يحاول التسلل إلى داخل صفوف “أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام باعتباره المحور المناهض للتحالف السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني في اليمن، بعد أن نفذت خيارات القوى المتورطة في الحرب واستهلكت أوراقها حصارا وتجويعاً وقتلاً وعزلاً دولياً بحثاً عن وسيلة ما تجبر اليمنيين على الرضوخ لرغباتها والامتثال لأهدافها ذات النزوع الاستعماري.

في التوصيف: يعد اتساع رقعة التوتر بين حلفاء صنعاء تهديداً شديد الخطورة على تماسك الجبهة الداخلية، وتطوراً يعزز من طموح تحالف دول العدوان، بعد أن صار مكشوفاً لأحرار العالم ولم تعد حجة مكاسب التحالف العسكري الاستراتيجية التي أعلنتها عاصفة الحزم قائمة.

مهمة الاصطفاف بوجه حرب تدميرية صارت بمثابة جسر متين تلتقي عليه الأطراف ، وتستدعي البقاء في حالة يقضة دائمة لخطر تحالف عسكري جمع أشرار العالم وتياراتها المتصارعه فوق رؤوس اليمنيين جميعاً، فقد بات تغليب هذا الخطر على هامش التباين والخلاف جزءاً من متطلبات وأسس النضال التي لا مناص عنها لإحباط نوايا الحرب الحقيقية.

تحالف جماعة أنصار الله وحزب صالح يقف الآن على مفترق طرق صعب للغاية، باعتبارها إحدى التحديات التي تفرضها موجبات الحرب وتبعات الخسارة التي مُنيّ بها العدوان ودفعته لاعتماد مخطط تفكيك كالذي نعيش، ولا مجال أمام حلفاء صنعاء للتفريق بين أوجه التحديات سوى مجابهتها والعمل عليها بإدراك يتجاوز حنق الشراكة، أو القبول بحرب  تتريص بحياة اليمنيين ومستقبلهم، وتستثمر كل الأبعاد للإيقاع باليمن في خضم بيئة مشتعلة بكل أشكال الصراع.

تحالف صنعاء معني أكثر من أي وقت مضى باستيعاب مخطط يقود اليمن إلى تفاصيل شبية بما يجري في العراق كواحدة من مخططات التآمر التي صيغت وتمت إدارتها بعناية امريكية وتمويل خليجي سعودي”.

تداعي تحالف صنعاء “غير المحسوب” لمعطيات التوتر والانخراط في توتير أكبر سيجر اليمنيين إلى أزمات أعمق ومآزق متعددة الوجوه ، ولا ضمان للنجاة منها ، على الأقل حالياً ، فإن الأمر لا يستحق هذه الحدة ولا يحتملها واقع الحرب ، فلا تذهبوا حيث يُراد لصنعاء المحصنة أن تنهار في أتون فوضى قاتلة ، ولا تهدروا الإنجاز العسكري الذي أحبط مشاريع الارتهان المطلق ، ولا تفسدوا الصمود الشعبي الصلب بفشل السياسة..!

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى