العرض في الرئيسةفضاء حر

كي لاتكون بورما افغاننا الاخرى ضد الصين..

يمنات

عبد الجبار الحاج

علينا ان نبحث خلف الصورة الدموية الظاهرة على المشهد في بورما . قبل ان نجد ان انفسنا مرة اخرى امام سيناريوهات امريكية لافغانستان اخرى .

فبورما في الجوار الصيني وللصين حدود مع بورما على وجه التقريب تساوى كل حدود كوريا وفيتنام ولاوس مع الصين مجتمعة .
فقد تكون بورما هي الخاصرة الرخوة القريبة من الظهر الصيني والقريبة من تخوم التبت الصيني .

وبعد ان سدت امام امريكا ساحات تشغل العملاق الصيني على معظم حدودها من جهة الكوريا والفيتنام وخسرت حروب وهزائم في التاريخ لاتنسى وخسرت النيبال ولم تجد موطأ قدم في منغوليا وغيرها .

فلا يستبعد ان تكون افغانستان اخرى تحضرها امريكا في المدى المنظور او لاشغال او لانهاك الصين لاحقا كما كانت الاولى افغانستان ساحة انهاك للسوفييت عبر الباكستان .

كلنا نتذكر كيف بدأت التحضيرات الخفية لتفجير افغانستان بالانقلاب على الزعيم الوطني المحبوب ذو الفقار على بوتو عام 77 لتمكين المخابرات الامريكية من السيطرة على القرار عبر تمكين العميل ضياء الحق لاستلام مقاليد الحكم .

حينها كانت اليمن الشمالي وفق المخطط يجب ان تكون بؤرة سعودية لتمويل ونقل المقاتلين الاخوان وكمخزون بشري جاهز . فكان مقتل الحمدي في ذات التوقيت من العام 77 لازاحته كعائق وتمكين الاخوان عبر تحالف الرئيس الجديد صالح .

فقد بدات مشكلة تفجير الوضع الافغاني بتحضير ونقل مقاتلين وتخزين سلاح ومال واختراق على حدود الباكستان وافغانستان ومن ثم الانقلاب على النظام الثوري الوليد انذاك في كابول .

عندها كانت الالة الغربية الامريكية تدشن الهجمة الاعلامية الموازية للتحضير العسكري ضدا من نجيب الله وبابرك كارمل وما اطلقوا عليه العدو الشيوعي منذ العام 78 حيث بدات حرب امريكا قبل ان يتدخل السوفيت مطلع الثمانيات مضطرا لمواجهة التدخل الامريكي عبر المال الخليجي وجنود الله اليمنيين ثم المصرين والسورين والجزائرين في المعركة الغلط التي لم نفق على اهدافها الا بعد فوات الاوان .

علينا ان لانتسرع الان في الوقوع في نفس الفخ الامريكي قبل ان نتعرف على ماوراء المشهد الدموي في ميانمار ..اي في بورما .

هذا ما ساتناوله في مقال مطول خلال اليومين ..ولنطرح الموضوع للبحث والتقصي قبل ان نتورط بداعي الظاهر العاطفي ان المسلمين هم الهدف .

قد يكون هناك نزاع قومي وليس ديني .وقد يكون تقديم المسلمين كباش فداء الان .ولكن من اجل استدراج المسلمين ومال الخليج وقودا لحرب امريكية تستهدف الصين .

مرة اخرى لنتأنى ونبحث ماذا وراء مشهد الدم المسفوك في بورما وماذا بعد واين امريكا واين الصين مما يجري .
حتى لا نكون بداعي الاسلام وقودا لحروب امريكا ..
 

زر الذهاب إلى الأعلى