العرض في الرئيسةفضاء حر

توقعات عن ما بعد 24 اغسطس بين شريكي صنعاء

يمنات

كامل المعمري

هناك العديد من المسائل التي طرحها انصار الله فيما يخص الشراكة وهناك العديد من النقاط التي طرحها المؤتمر حول مسالة الشراكة ايضا..

تتمثل النقاط المتعلقة بموضوع الشراكة لدى الطرفين بتفعيل القضاء والاجهزة الرقابية وعدم التدخل في شؤون الحكومة او المجلس السياسي من اية جهة كانت وتعزيز الشفافية في موضوع الايرادات المالية والتركيز على دعم الجبهات وتوحيد المسار السياسي فيما يتعلق بالمفاوضات، غير ان ماطرحه الطرفان من نقاط يعنى ان كل منهما يسعى  لتقليص نفوذ الاخر سياسيا وعسكريا.

لذا لا استطيع الجزم بأن الخلاف بين الطرفيين يتعلق فقط في النقاط المذكورة سلفا والمتعلقة بموضوع الشراكة، اذ ان الجانب السياسي في ضوء التحركات الدولية له النصيب الاكبر في هذه الخلافات الموجودة بين طرفي صنعاء..

فقد بات واضحا لدى انصار الله وللجميع أن ظهور المؤتمر بهذا الزخم الجماهيري انما يأتي في سياق لفت انظار دول تحالف العدوان التي تريد الخروج من المستنقع اليمني بأي شكل سيما بعد فشلها الذريع طوال عامين ونيف من العدوان وعدم ثقتها بهادي او الاصلاح. هذا ناهيك عن التناقضات الموجودة اصلا بين هذه الدول.

و لعل خطاب المؤتمر خلال الايام الاخيرة كان في معظمه يبعث برسائل للخارج بأنه ما زال قويا في حضوره وشعبيته ومؤثرا وهو من يجب الاعتماد عليه. اذن مالذي يريده صالح ومالذي تريده دول تحالف العدوان بالمقابل و مالذي يريده انصار الله..؟

حقيقية تختلف رؤى طرفي صنعاء تجاه الخارج و ان التقى الطرفان في مسألة ايقاف العدوان غير ان ذلك مرهون لدى دول العدوان بشروط، هذا من جهة بالاضافة الى ان علاقة الامارات وهي جزء من تحالف العدوان لازالت جيدة مع صالح من جهة اخرى.

ففي حين يرى انصار الله بأن التحركات الدولية خصوصا الامم المتحدة بمبادراتها المتعددة لم تكن الا فخا لتحقيق المزيد من المكاسب الميدانية لدول تحالف العدوان، ناهيك عن تغاضي الامم المتحدة والمجتمع الدولى عن المجازر التي يرتكبها العدوان بحق المدنيين والحصار المفروض على البلاد، بالاضافة الى حقيقة واهداف العدوان على اليمن التي تجلت على الارض بوضوح بأن هذه الحرب لم تكن الا خدمة للاجندات الامريكية الساعية لتحويل اليمن الى معسكر كبير لداعش وادخال البلاد في اتون صراعات طائفية ومذهبية، وبالتالى يرى انصار الله بأنه لا سبيل الا مقاومة هذا العدوان الصلف مهما كلفهم ذلك من تضحيات في نفس الوقت يؤكدون بأنهم مع السلام وليس الاستسلام كما تريد دول تحالف العدوان.

بينما ترى دول تحالف العدوان بأن الحرب في اليمن ادخلتها في مستنقع خطير، وبالتالي فان استمرار عدوانهم طوال عامين ونيف لم يحقق لهم اية مكاسب رغم الفرص المتكررة التي تمثلت بوقوف الامم المتحدة والمنظمات الدولية الى جانبهم، وهذا بدوره اوصل تلك المؤسسات الدولية الى قناعة بأن الحرب وجرائم العدوان باليمن قد عرتهم ولا مناص من ذلك سوى الضغط على دول تحالف العدوان لانقاذ ما تبقى من الانسانية في اليمن.

هذا ما لاحظناه مؤخرا انتقادات واسعة من قبل المنظمات الدولية لدول تحالف العدوان وللمرة الثانية التهديد بادخال السعودية في القائمة السوداء، ناهيك عن الحراك الانساني الدولي ضد امريكا وبريطانيا.

 لم يتبقى لدول تحالف العدوان سوى البحث عن بديل قوي ومؤثر  يتم الاعتماد عليه في تمرير لعبتهم الأخيرة المفتوحة على عدة نتائج جميعها تصب في خدمة العدوان، بعد فقدان الثقة بتلك القيادات الحزبية الموجودة في الرياض والتي اتضح انها جوفاء لاتملك اية قوة على الارض.

لذا فلا مناص من استغلال رسائل المؤتمر الشعبي العام والتسويق له امام المجتمع الدولي، خصوصا ودعمه والدفع به الى مواجهة مع انصار الله مما يسهل اقتحام صنعاء.

امام هذه التوقعات لا اعتقد بأن المؤتمر غبيا كي يقبل بذلك ويجازف مهما كان الدعم الذي سيتلقاه لعدة اسباب ابرزها جانب التحكم العسكري في صنعاء، ولكن مالذي يريده المؤتمر..؟

المؤتمر بلا شك سيتلقي عدة عروض من دول تحالف العدوان، وبالتالي فانه يرى بأنه لامناص من استغلال الوضع الذي يمر به المواطن اليمني واحتياجاته خصوصا في هذه المرحلة..

لذا فان صالح لن ينجر وراء اي مخططات من شأنها ان تؤدي الى الصراع ولكنه من وجهة نظره يستطيع ان يقدم مبادرة من شأنها ان تؤسس لتوريث ابنه احمد للحكم بقبول من رفضوها بالامس وخرجوا في ثورة مطلع العام 2011 خصوصا حزب الاصلاح والقوى المدعومة اماراتيا وغيرها..

اذن في حال ضمنت دول تحالف العدوان لصالح انضمام تلك القوى التي باركت العدوان الى الالتفاف حول المؤتمر، فأرى أن مبادرة تلوح في الافق من شأنها ايقاف الحرب والترتيب لانتخابات مبكرة، فهذه ضمن اولويات صالح الذي يسعى لان يكون سوبرمان المنقذ لليمن والشريك الذي سيتم الاعتماد عليه بالنسبة لدول تحالف العدوان، وهذا بدوره لن يكون مستساغا خصوصا لدى بعض القوى المؤثرة على الساحة اجتماعيا وعسكريا خصوصا انصار الله في حال وجدت في ذلك نوايا لاقصاءهم ولو على  المدى البعيد ولا استبعد بأن دول تحالف العدوان تسعى الى ذلك..

هي فرصة سانحة يراها المؤتمر ولكن لايمكن التنبؤ بتقلبات الزمن في حين المرحلة مرحلة اقتحامات وليس انتخابات في نظر انصار الله.

هذه مجرد توقعات لكن كيف و متى واين وهل وماذا..؟ كلها اسئلة لايمكن التكهن بالاجابة عليها.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى