العرض في الرئيسةفضاء حر

خطر السقوط في خندق الدفاع عن الفساد..

يمنات

عبد الجبار الحاج

ازاء المفاسد والمناهب الكبرى التي تتعرض لها ممتلكات واراضي واموال عامة منذ عقود عدة وتزداد ضرواة وبطش هذا الفعل يوما بعد يوم وخاصة في ظل هيمنة طبقة الفساد والنهب والتواطؤ وغياب اي عقوبات رادعة تضع حدا لسيل المناهب .

لاشك ابدا انه وازاء هذا يتزايد الرفض الشعبي ويتسع الصف المناهض للنهب والفساد بيد انه يضل بعيدا عن موقع القرار مايجعل هذا الصف مهما بلغ تاثيره الاعلامي والاجتماعي دون احداث الفعل الرادع .

مايثير اللغط واللبس لدى البعض من الناس هو الوقوع تحت تاثير اصطفافات تحزبية او سياسية تقع ضحية الخدع الرسمية لقوى الفاسد الحاكم والمنقسم بنتيجة المحاصصة الحكومية .

على سبيل المثال منذ عقود ايضا يجري تحويل المفسدة الرسمية الى نقاش يتمترس منظروه مبرروه على نخو من ذر الرماد على العيون بحيث يفاضل بين افرقة الفساد الحاكم نفسه بأن يطرح الفساد باعتباره تفصيل يخضع للون الفاسد فهذا فاسد اصلاحي وهو خطير بكونه اصلاحي فقط او هذا فاسد حوثي وخطره انه حوثي فقط وذاك مؤتمري وخطره انه مؤتمري وبالتالي يضعوك امام معيار يريد ان يخندقك الى غير الوعي الحقيقي من الفساد و يدفع المواطن تحت تاثير انفعالي لحظي امام خيارين كلاهما لايضعك كمواطن بسيط واقع كضحية لكلا الفاسدين بلونيهما .بل بطريقة لاتضعك الا امام خيارين كلاهما يقفان من الفساد بكونه مسالة ثانوية وليس كموقف مبدائي اخلاقي وسياسي وبرنامجي ايضا وكونه يمثل مضامين جوهرية بين اتجاهين متناقضين على سبيل المثال ..

وسرعان ما يسقط الوعي العادي البسيط تحت تاثير احدى الحوقتين من طبقة الفساد ليقف بعد ذلك ضد هذا او ذاك كموقف سياسي او ديني فقط ..

يصبح الفساد بهذه الحالة مسالة ليست هي محل نقاش ..

بل سرعان ماتتسيد صيغ تبرير الفساد .. فالفاسد الليبرالي لون يصح غض الطرف عنه وله ان يستمر بغطاء اوسع الان .وذاك فاسد بلون حوثي يمكن الدفاع عنه لحوثيته والعكس بالعكس .

وهكذا ينخرط العوام والضالين منا الى معركة الدفاع عن الفساد .

على هامش هذا النوع من النقاش اطرح تبسيطا للسوال يقربنا من المعنى …

سؤال افتراضي في وجهة العدالة تجاه اثنين من النهابة في قفص العدالة والسؤال اختباري لكل محارب يناهض الفساد والنهب وينشد العدالة .

لو انك وجدت نفسك في موقع العدو والمحارب لطبقة النهب والفساد الحكومي .. ووقع بين يديك فاسدان وناهبان كبيران كلاهما على قدر متساو من الاستعداد لاهتبال الفرصة والقيام بذات المنهبة لمال وخزينة او ممتلك عام ؟!

ثم انك وجدت نفسك وقد اوكلت لك شعبيا او رسميا مفوض بمحاكمتهما .. غير ان بين المتهمان الماثلان امامك فارق شكلي ..
الاول يرتدي قبعة وعمامة 
والثاني يرتدي بنطالا وربطة عنق

فهل من العدل ان يكون فارق الشكل شفيعا للتخفيف او الغاء العقوبة ؟!

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى