العرض في الرئيسةفضاء حر

عندما اقتربت منه وهي تبكي ..!

يمنات

رياض الكوكباني

القاضي أحمد سيف حاشد

ذهبت اليه متضامنا … مواسيا … كنت أظن أني سأزور بقايا إنسان منهك … متعب … ذو عينين زائغتين … ووجه شاحب .. سقط يوم أمس مغشيا عليه في جلسة مجلس النواب وأسعف مرة أخرى للمستشفى …

مازال مصرا على الإمتناع عن الطعام … حاولت أن أقول له بضع كلمات جهزتها في خاطري قبل الدخول عليه في غرفته … وعندما دخلت اليه استقبلني بوجه بشوش رغم التعب وابنسامة عذبة رغم النصب … وخاب ظني فمازال الرجال صامدا متماسكا رغم تدهور وضعه الصحي … فسكتت كلماتي وأخرس لساني عن قول ما أردت قوله له … فكيف لكلمات الإنشاء الصغير أن تواجه الفعل الكبير … ففرق بين من يتحدث وبين من يفعل … قال : سأواصل المشوار والإحتجاج … ليس مهما أن يقول الناس بقدر أن أفعل ما أومن به …

قلت له : اليوم استلمت انا نصف راتب … وكأني أريد ايهامه بأن مطلبك يتحقق .. فمط شفتيه بقهر .. يجيبوا رواتب الناس .. معاهم فلوس .. فساااد كبير …

حاولت أن أقول له الى هنا ويكفي .. لا أحد يهتم لا من تطالبهم ولا من تطالب لهم … الكل يريد لك أن تموت ليسكت صوتك الذي يزعجهم جميعا … المستقبل يريدك ويريد أمثالك … أما اليوم فلا يستحق أن نموت لأجله …

التقطت معه بعض الصور … ووقتها قلت ضاحكا كلنا حاشد فضحك وقال بيشوفوا الشعار وقصدهم ان المقصود حاشد القبيلة وضحك … وقتها امرأة من عائلته لعلها زوجته أو أحد الأقارب القريبين .. اقتربت منه وهي تبكي وتقول له بصوت خافت ما بلا اروح انا وانت يا احمد بس يكفي … فلم أتمالك أن أبقى وقتها وانسحبت بدون كلام …

هذا أحمد سيف حاشد … الذي يموت من أجل قضية شعبه … في حين غيره يميت شعبه ليعيش … وهم كثير … ثم لا يجد حاشد من يهتف له أو معه أو لأجله …

على الأقل ناشدوه أن يكف عن الإضراب عن الطعام … قولوا له لا تمت من أجلنا … بل نريدك حيا لأجلنا …

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏2‏ شخصان‏، و‏‏أشخاص يجلسون‏‏‏

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى