العرض في الرئيسةفضاء حر

ما هي خيارات صنعاء في ظل اتساع هامش التوتر بين “حزب صالح” و “أنصار الله”..؟

يمنات

عبد الخالق النقيب

[email protected]

لم تعد ثمة طرق لطيفة لجعل العلاقة بين أنصار الله وحزب صالح تبدو وكأنها على ما يرام ، لاعتبار أن مسوغات الوقوع في فخ الاقتتال الداخلي المنصوب في طريق شريكي صنعاء ، الحليفين المناهض لعدوان التحالف العسكري السعودي ، بدأت تتسرب ، وتصبح واحدة من السيناريوهات المصممة لإغراق العاصمة صنعاء التي أبت السقوط في أتون صراع لازالت تراهن عليه مخططات التحالف السعودي الإماراتي لاختراق خصومهم في صنعاء وتغذية بوادر الشقاق وتعريضهم لحالة استنزاف مرهقة ، وإيصال الحالة السياسية وسط العاصمة إلى حالة من التعايش الصعب ، فيكسب التحالف السعودي رهانه الجديد بعد أن أخفقت قدرته العسكرية في كسر جانب الإرادة المتعلق بصلابة اليمنيين وصمودهم في مجابهة تحالف عسكري حاربهم ودمر بلدهم بنزعة سادية لاغبار عليها وسط استنكار دولي تتسع رقعته.

انفجار التوتر مجدداً بين الحليفين في صنعاء ودخولة منحناً خطيراً ينذر بسيناريوهات أكثر ضبابية ربما سيعشها رفقاء صنعاء في الأيام القادمة ، كون عدم صمود محاولة نسبت إلى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ، وتوافد العشرات من زعماء القبائل إلى منزل الشخصية الأبرز في مقتل الحادثة ،  فإن فرص نجاح رهانات التحالف العسكري السعودي تتعاظم إثر أول اشتباك مسلح غير مسبوق عاشته جنوب العاصمة امس الأول السبت ، وقتل فيه قيادي رفيع من حزب “المؤتمر الشعبي العام” الذي يرأسه صالح الرئيس السابق ، إلى جانب مقتل ثلاثة من الأمنيين المحسوبين على “جماعة أنصار الله” ، والذي يُعد بنظر مراقبين حادث استفزازي مفتعل ، ومرتبط بحالة التوتر التي عاشتها المدن والمحافظات الواقعة تحت سلطة حكومة “الإنقاذ الوطني” بصنعاء ، على وقع سجال سياسي متشنج ، لازال مناصروا الحلفين يعيشون تحت تأثيرة منذ نحو أسبوعين.

إدارة الصراع في صنعاء من الخارج عبر إحداث الشرخ بين الحوثيين وحزب الرئيس السابق صالح والنفاذ منه ، يفتح الشهية لقيادة التحالف السعودي الإماراتي لإنعاش رهاناته في خلق المزيد من الصراع الدائم والمستدام ، بعد أن باءت مخططاته في الحصول على حسم عسكري ينهي الحرب القائمة منذ عامين ونصف العام وتجييرها وفق حساباته بالفشل.

هذا التوقيت  راهنت عليه «عاصفة الحزم» طويلاً ، وإن جاء متأخراً لكنه لا ينفي أنه توقيت مهم لإنقاذ التحالف وقد بات على مقربة من الإقرار بالهزيمة ، وكان ينقصه فقط البحث عن طريقة إخراجية لمغادرة الحرب ، وفق القراءة الوازنة للخارطة السياسية والعسكرية وتفاصيل ما يجري في اليمن التي باتت أكثر من أي وقت مضى ترى في لحظة الحسم عسكرياً ضرباً من المستحيل ، في ضوء تفكك التحالف العسكري الذي تتزعمه العربية السعودية ، ودلالات انحسار عملياته العسكرية التي تحولت من تدخل عسكري سريع إلى حرب طويلة الأمد وأخذت أجنداته تتعدد وتتحول إلى مصالح متعارضة لا يمكن التقاءها وتأخذ شكلاً من أشكال التصادم الحتمي، وبالتالي فإن مسار التوتر الذي يتسع بين حزب صالح وأنصار الله  سيعيد الأمل أمام مشاريعها المتعلقة بتسوية الملعب اليمني وإسقاط العاصمة كتهديد تسعى أطراف داخل الفريقين «المؤتمر الشعبي العام» و«جماعة أنصار الله» إلى إشعالها منذ بدء التحضير لعيد تأسيس الحزب الكبير في اليمن، ما يعني أن تسعير النيران وتجاهل الدعوات التصالحية سيعزز من فرضية حصول التحالف على انتصار مجاني أتى في اللحظات الأخيرة.

فهل ستنجح دولتي التحالف «السعودية والإمارات» في الدفع بالأصدقاء إلى خط المواجهة الأكثر سخونة ، وتهييج شعارات «التصعيد بالتصعيد» التي يتم الترويج لها بوتيرة عالية ، وعودة حالة الغليان والاحتقان وسط العاصمة بعد أن اعتقد مراقبون أن صنعاء اجتازت أكثر المراحل خطورة بانتهاء فعاليات الـ24 من آب/أغسطس الخميس الماضي بسلام ، في ظل انعدام الخيارات أمام قيادات «أنصار الله» و«المؤتمر» فإما أن يحافظوا على ما كسبوه في الحرب ، وإما أن يهدروه في لحظة انفعال خضعت لحسابات خاطئة لا يمكن ابتلاعها.

زر الذهاب إلى الأعلى