إختيار المحررالعرض في الرئيسةمواقف وأنشطة

حاشد يواصل اضرابه عن الطعام في البرلمان للأسبوع الثاني على التوالي .. قصة “4” اعتصامات نجح في انتزاع مطالبها وتعرض خلالها للانتهاكات من السلطات المتعاقبة

يمنات – خاص

أنس القباطي

يواصل النائب المستقل أحمد سيف حاشد اضرابه عن الطعام في مبنى مجلس النواب لليوم الثامن على التوالي، مطالبا بصرف مرتبات الموظفين “مدنيين و عسكريين” و المعاشات التقاعدية و الضمان الاجتماعي و مراجعة أسعار الوقود و الغاز المنزلي.

و رغم تدهور صحته جراء الاضراب عن الطعام الذي بدأه الثلاثاء 15 أغسطس/آب 2017، الا أنه لا يزال مصرا على مواصلة اضرابه.

يؤكد حاشد اصراره على مواصلة اضرابه حتى التعاطي مع مطالبه بشكل جدي، رغم ما يعانيه صحيا جراء امتناعه عن الطعام. ويكرر لمحبيه الذين يحاولون اثناؤه عن مواصلة الاضراب بأنه “حين أضرب كان يعرف تبعات اضرابه و يعرف أيضا ما يريد”.

و في اسبوعه الثاني بدأ حاشد يعاني من تدهور في صحته بشكل بات يأخذ منحنى تصاعدي و بشكل يومي، حيث يضطر الأطباء لمنحه المحاليل الوريدية للتخفيف من تدهور صحته التي بدأ تدهورها واضحا في اليوم الثامن من اضرابه.

و مع هذا التدهور يواظب النائب حاشد على حضور جلسات مجلس النواب بشكل يومي مؤكدا على قضية المرتبات و مراجعة أسعار الوقود، و مطالبا المجلس باتخاذ ما يخوله له القانون لالزام الحكومة بصرف المرتبات دون انقطاع، حاملا ملفات و تقارير تحتوي وثائق رسمية و تؤكد بالارقام قدرة الحكومة على الانتظام في دفع المرتبات.

حاشد يؤكد على أن مكافحة الفساد و التهرب الضريبي و متابعة القضايا المتعلقة بأموال الدولة لدى الجهات القضائية، سيوفر مليارات الريالات للخزينة العامة، و يحاجج يوثائق و مستندات تؤكد ما يطرحه و بالارقام أيضا.

موقف سلبي

و رغم ذلك لا يزال موقف مجلس النواب سلبيا في التعاطي مع قضية المرتبات و فساد الحكومة الذي ينشره النائب حاشد على صفحته في الفيسبوك التي يتابعها أكثر من “45” ألف، ما حولها إلى مصدر مهم للمعلومة. عوضا عن سلبية تعاطي المجلس مع اضرب أحد أعضائه، باتت صحته معرضة للخطر، جراء التدهور المستمر مع استمرار الاضراب عن الطعام.

انتهاكات

و إلى جانب ذلك يتابع حاشد و بشكل داؤوب قضايا الاعتقال التي يتعرض لها المتضامنين معه من قبل السلطات الأمنية، و يطرحها أمام مجلس النواب، على غرار ما حصل الاثنين 21 أغسطس/آب 2017، حين اقدم مسلحون و جنود على الاعتداء على وقفة تضامنية معه في حرم مجلس النواب و اعتقال عدد من المشاركين، و التي تعد قانونا اعتداء على حرمة المجلس، و التي على اثرها شكل المجلس لجنة من النواب عبد الرحمن الأكوع و حسين السوادي و عبد الرحمن معزب و أحمد الخولاني لتقصي الحقائق و موافاة المجلس بتقرير حول ذلك.

اربعة اعتصامات

و يعد هذا الأسلوب الاحتجاجي السلمي الرائد الذي يمارسه النائب حاشد انطلاقا من حق دستوري و قانوي اصيل، في نضاله من أجل قضايا الناس و مطالبهم و ما يهم معيشتهم، هو الرابع خلال “10” سنوات.

أعتصم النائب حاشد في مجلس النواب لأول مرة على ذمة قضية مهجري الجعاشن الذين تم تهجيرهم من ديارهم بمديرية ذي السفال من قبل شيخ نافذ في العام 2007.

و بعده بعام اعتصم للمرة الثانية في مجلس النواب بعد رفض وزير الداخلية حينذاك، رشاد العليمي، المثول أمام المجلس على ذمة الاعتداء الذي تعرض له حاشد في مصلحة الهجرة و الجوازات.

و كان اعتصامه الثالث و هو الأهم في العام 2013 حين أضرب عن الطعام مع جرحى ثورة فبرائر أمام مجلس الوزراء بعد رفض حكومة باسندوة تسفيرهم للعلاج في الخارج تنفيذا لحكم قضائي اصدرته المحكمة الادارية بالعاصمة صنعاء، ثم أعتصم أمام مكتب النائب العام، قبل أن ينقل اعتصامه إلى مجلس النواب على خلفية عدم القبض على المتهمين بالشروع في قتله و الاعتداء على الجرحى أمام رئاسة الوزراء بعد أسبوعين من الاضراب المتواصل عن الطعام، ورفض وزارة الداخلية تسليم المتهمين.

و الاعتصام الرابع و الذي لا يزال مستمرا بدأ في 15 أغسطس/آب الجاري، للمطالبة بمرتبات موظفي الدولة الموقوفة منذ قرابة العام، و التي سبق لحكومة الانقاذ ان التزمت بصرفها من شهر ابريل/نيسان 2017، غير انها لم تصرف سوى نصف راتب نقدا.

حصاد

في الاعتصام الأول تمكن مع زملاء له و ناشطين حقوقيين و صحفيين و نشطاء في المجتمع المدني من تحويل قضية مهجري الجعاشن إلى قضية رأي عام، و شكلت من أجلها عدد من اللجان. و في الثاني نجح في اجبار وزير الداخلية على المثول أمام مجلس النواب. و في الثالث نجح في تسفير عشرات الجرحى للعلاج في الخارج. و في الاعتصام الرابع نجح حتى الآن في ايصال قضية المرتبات و الفساد إلى أعلى المستويات في العاصمة صنعاء.

اعتداءات

و في المجمل تعرض النائب حاشد للانتهاكات و الاعتداءت في اعتصاماته الأربعة من قبل السلطات المتلاحقة منذ العام 2007 و حتى الآن، و رغم التبدلات و التغيرات منذ العام 2007 و سقوط نظامين، إلا أن “حاشد” ما يزال حاملا لهم الناس و مطالبهم، و لا يزال مناضلا في سبيلها.         

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى