العرض في الرئيسةفضاء حر

رسالة إلى ثائر..

يمنات

اسيا الصراري

لا أخفي عليك فلم أجد من هو أفضل منك اليوم لأبعث له رسالتي.. أجل إليك وحدك يا من أذبت جليد الخوف المتجمد في أعماقنا.. يامن رسمت الأمل وجعلت منه نوراً وهاجاً يضيء لنا درباً مهدت لنا السير على إمتداده حين أخذت ترفع من أمامنا عقبات الذل والمهانة والخوف والإنكسار… وأقتلعت بيدك الشوك وتحملت الألام لتنبت الثورة في أرضٍ خصبة,نعم الثورة,ثورة الجياع.. ثورة الخلاص من ذئاب نهشت لحم الوطن وأمتصت دمه لتلقيه على خارطة الأوطان جثة لاروح فيها ليغدو كـ”زومبي” الجثة الهامدة التي سرقت منها الروح بواسطةِ قوة خارقة.

لازلت أتذكر جيداً كيف كنت أباً روحياً لنا في ثورة فبراير.. ونورها الوهاج وأنت تمضي على درب الثورة والنضال حامل هموم الوطن وقضاياه ومشروعه الوطني على عاتقك, تلك الثورة المباركة التي سرقوها منا ومنك أولئك الإنتهازيين العابثين من أدموا قلوبنا حين نظروا لها كضربةِ حظ فعملوا منا جسر عبور لمصالحهم وحولوا الوطن لساحاتِ قتال.

أعدت لي بموقفك البطولي الذي لاطالما عهدته منك دوماً ذكريات تلك الأيام التي رأينا فيها جميعاً ليس فحسب الخلاص من حكم طاغية جثم على الوطن بكل ثقله ثلاثة وثلاثون عاماً بل رأينا فيها الحلم والوطن رأينا فيها المستقبل المشرق.

تذكرت الثورة وتذكرت الحلم ولم يغيب عن ذاكرتي أيضاً مواقفك المشرف و المماثلة لما تقوم به اليوم من إضراب عن الطعام في البرلمان وإن أختلف الهدف ولكن يا أبتي التاريخ يعيد نفسه وأعادك ثائراً متمرداً بروح غاندي مضرباً عن الطعام ففي العام 2012 كنت أمام رئاسة الوزراء غاندي من أجل جرحى الثورة من عبر الساسة على أجسادهم وتربعوا كراسيهم وتناسوا أمرهم مرميين على قارعة الطرقات بجراحهم دون رحمة أو شفقة بهم حتى ثار ثائرك وأضربت على الطعام حتى كدت أن تموت جوعاً من أجلهم وسبقوا الجوع لقتلك وأعتدوا عليك لنجدك أمامنا غارقاً بدمك وكأنهم بذلك بنتقمون من ثورة فبراير التي أطاحت بهم وأذلتهم حتى أولئك الذين حاولوا الإحتماء فيها لينفذوا من عقابها فقد كانت شرارة ثورة غاضبة هائجة ستحرقهم نيارانها لولا أنا هناك من تخاذل وسمح للقتلة والمجرمين الإحتماء فيها..ولولا أيضاً أنها أخرجت من لا يستحق من مكمنه حتى تناسى ما طاله على يد صالح وأعوانه وتناسى رفاق ثورة أخرجته من ظلمات الكهوف ليمارس على الشعب الظلم نفسه وكأن والثورة هي من ألقت به لظلمات الكهوف والشعب هو من ظلمه وشن عليه سبعة حروب وشرده لا صالح وأعوانه.

أيها المناضل الجسور والأب الروحي أمضي على الدرب ولن أقول لك وإن كنت وحيداً فلست وحيداً فالله معك في السماء وفي الأرض نحن الشعب الثائر من زرعت في أعماقِ قلبه حب التمرد و الثورة وأستمد منك روح الجسارة والنضال.شعبٌ هتف يوماً ولازال لسانه رطباً بذكرِ: “كلنا بالهم وأحد..كلنا أحمد حاشد”.

لذا لا تقلق لم يغدوا في الوطن أحمد سيف حاشد وأحداً بل الملايين منا كن على ثقة من ذلك فقد نجحت نعم نجحت بوطنيتك غرس روحك في عمقِ جسد كلِ مواطنٍ شريف لا يقبل الذل والمهانة . 

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى