حقوق وحريات ومجتمع مدني

غضب في السعودية بعد تخفيف الحكم على زوج حرق زوجته بمساعدة صديقه

يمنات

حاول مواطن سعودي إحراق زوجته بمساعدة صديقة، إلا أن الزوجة نجت من الحرق بأعجوبة.

 وحسب صحيفة “عكاظ” السعودية سكب السعودي مادة البنزين على زوجته وأشعل النار فيها، بعد تقييدها بالسلاسل وتعذيبها.

ونشرت الصحيفة السعودية حوارا مع هاجر الحربي، اليوم الإثنين، وتسجيل فيديو تحدثت الضحية فيه عن تفاصيل ما حدث يوم 19 ديسمبر/ كانون الأول 2006، في منزلها في حي النسيم، عندما وصل زوجها إلى البيت برفقة صديقه، وجرّها من شعرها وأدخلها إلى غرفة النوم وصار يهددها ويضربها إثر خلاف بينهما.

وقالت الضحية إنه طلب من صديقه أن يحضر السلاسل المعدنية، وأن يكبلها، ثم أحضر مادة البنزين وسكبه عليها، وطلب من صديقه أن يحضر له الولاعة لإشعال النار فيها وهي مقيدة.

واعتبرت الزوجة أن الحكم الذي أصدرته المحكمة الشرعية بحق زوجها بالسجن مدة سنة وسبعة أشهر مع الجلد كان مخففا. وطالبت بإعادة محاكمته، لأنه تهجم عليها بنية قتلها. وتساءلت عن أسباب نجاة صديق زوجها من العقاب وهو مشارك في الجريمة.

وأشارت الحربي إلى أن زوجها كان يتلذذ بتعذيبها، وأنه طلب بلهجة ساخرة من صديقه أن يحضر له الماء لكي يرتشف منه أثناء إشعال النار فيها.

وتابعت: “بعد أن أحرقني اتصل بوالده وأبلغه بأنه نفذ فعلته، وهذا آلمني جدا، لأن والده كان يعلم أن ابنه كان ينوي حرقي”.

وأكدت هاجر الحربي أن المحكمة رفضت كل التقارير الطبية المدعمة بالصور التي تؤكد تعرضها للحروق. وقالت في التسجيل المصور إن المحكمة ذكرت في تقريرها الصادر أن الأضرار الناجمة عن الجريمة هي عبارة عن حروق بسيطة بالأثاث، من دون الأخذ في الاعتبار الأضرار التي أصابتها هي، مشيرة إلى أنها دعمت أقوالها بصور تثبت مدى الأذى والتشوه الذي أصابها. وقالت: “كان همهم الأثاث وليس جسد الإنسان”.

وعن تكاليف علاجها، أكدت أنها قدمت أكثر من دعوى لتحصيل حقها الخاص، لكن من دون جدوى، مشيرة إلى أن القاضي رفض ربط دعوى الحق العام بالحق الخاص. وأعادت تأكيدها على حقها في التعويض عن كلفة علاج جراحات التجميل التي وصلت حتى اللحظة إلى نحو 300 ألف ريال، وفق تقارير طبية، إذ خضعت الحربي لسبع عمليات تجميل منذ وقوع الجريمة حتى الآن، اثنتان منها باءتا بالفشل.

ونقلت “عكاظ” عن رئيس المحكمة في رابغ، القاضي عبد الله الصاعدي، قوله: “إن القضية يكتنفها الحقان العام والخاص”. موضحا “في الحق العام، يعزر المتهم على فعلته النكراء، وعلى النيابة العامة مهمة طلب إيقاع أشد عقوبات التعزير عليه “القتل”، لأن الجاني قصد قتل الضحية بجناية الإحراق، كما أن الجاني فوّت على الضحية فرصة الاستمتاع بحياتها، إذ ستظل طوال عمرها تعاني من آثار الاعتداء”.

وأوضح أنه “في الحق الخاص، فإن الزوجة لها حق طلب الدية عن كل عضو تعطل بسبب الجناية، وبالنسبة للحروق فمن حقها المطالبة بأرش الجناية، وهو تعويض مالي يقدره أهل الاختصاص، ولها أن تطالب بالتعويض المادي نتيجة الإيذاء النفسي”.

وقد أثار الحكم موجة غضب على مواقع التواصل الاجتماعي في السعودية. وكتبت شهد بنت فهاد تقول على “تويتر” مستنكرة: “محاولة قتل عمد ويحكمون عليه بـ19 شهرا فقط، ويقولون إنهم أعدل القضاة بالعالم صحيح أعدلهم مع الذكور فقط”.

وكتب إبراهيم اليامي على “تويتر” أيضاً يقول: “تحرق إنسانة بنيّة قتلها ويحكمك القاضي 19 شهرا، وتكتب كلمتين في “تويتر” ويحكمك القاضي 10 سنوات!”.

زر الذهاب إلى الأعلى