العرض في الرئيسةفضاء حر

لماذا يتخلى الانصار عن قوتهم ويذهبون الى ميادين ضعفهم ؟!

يمنات

محمد المقالح

السعودية والامارات وامريكا واسرائيل وهادي والمرتزقة المحليين والاجانب وكل الاعداء والاصدقاء وكل انصار الله وكل خونتهم ولصوصهم وعبد الكريم ومحمد عبد السلام وخالد المداني وعبد الرحمن المختار وعلي صالح وعبده بشر والراعي وعلي البخيتي وكل محبيهم وانا وانت وكل مجاهديهم ومقاتليهم والجيش واللجان وكل حلفائهم في الداخل والخارج يعرفون جميعا ان قوة انصار الله الكبرى واساس انتصارهم على حلف واسع من المتامرين عليهم وعلى شعبهم في الداخل والخارج هي في استمرار قتالهم باسم الشعب ونيابة عنه لا ال سعود ولتحالفهم العدواني في حدود العدو وحيث ما تواجد الغزاة والمحتلين الاجانب لليمن حتى يرضخ العدو او ينتصر الشعب .

كما ان كل اعداء انصار الله واصدقائهم في الداخل والخارج وكل من ذكرناهم انفا يعرفون جيدا انه اذا تخلى انصار الله عن قتال السعودية وحلفائها المعتدين على بلدهم بهدف تمزقه واحتلاله وادامة الاقتتال بين ابنائه قبل ان تتحقق الاهداف التي قاتلوا العدو من اجلها وحدث ان تخلوا عنها او بعضها كامر واقع وباتفاق سياسي فانهم سيخسرون شعبهم دون ان يكسبوا عدوا واحدا من اعدائهم الكثيرين مهما قدموا له من تنازلات ومهما قدم لهم من ضمانات وان مراهناتهم على اي خيار اخر غير الدفاع عن الوطن في حدود العدو مجرد اوهام وان الجميع لايرديون لهم ان يبقو اقويا او يحتفظوا بجزء منها وان الجميع -ما عدا شعبهم الذي احتضن قتالهم ضد الغزاة الاجانب وقدم الغالي والرخيص من ابنائه ومعاناته- لن يقبلوا بهم جزء من منظومة العدو المحلية حتى لو ارادوا واقدموا من اجل ذلك المستحيلات وان اي تنازل منهم في هذا الاتجاه لاولن يقنعوا به اعدائهم بقدر ما سيغرونهم للضغط عليهم لتقديم مزيد من التازلات وان كل ما جمعوه او خولوه لما بعد الحرب مع السعودية على خطر عظيم امام تخليهم عن الهدف الاكبر وان قتالهم الداخلي بعد مهادنتهم السعودية سيكون توسعا ونفوذا لا حربا وطنية ولن يقبل بها النايس وانهم لا شيء امام تحالف عدواني واسع لن يترك صغيرة ولا كبيرة الا وطالب بها وبالحصول عليها ولن يقوى انصار الله على كل هذه الضغوط بعد ان تخلوا عن مصدر قوتهم الشعبية وذهبوا الى مراهنات الخارج والمحاصصة على الارض والثروة والسلطة او الى مراهنات على القوة الامنية او المالية العارية والغير مشروعة او المراهنة على الاعتراف بهم من قبل هذا او ذاك كشريك او كعميل فكلها ليست مصادر لقوتهم اصلا بل مصادر لقوة اعدائهم ولم ينتصروا بها في البداية كما لن ينتصروا بها في النهاية بل بنقيضها اي بالشعب ومغيبيه وفقرائه والمدافعين عن وحدته واستقلاله وعن كرامته وابائه و و و الخ .

هذه هي الحقيقة الكبرى التي يعرفها الجميع واقول الجميع وانا اعني الجميع وهذه الحقيقة التي يشهد بها تاريخ انصار الله وتاريخ شعبهم وتاريخ اعدائهم معا ايضا .

ومع هذا فان جميع اعدائهم ووسطائهم وحلفائهم وخونتهم ومحاصصيهم وصانعي اوهامهم يعملون معا ومنذ اليوم الاول للعدوان من اجل ان يتخلى انصار الله عن مصدر قوتهم واساس انتصارهم والاغرب من ذلك ان انصار الله اليوم ومنذ فترة ليست قصيرة يسيرون وبصورة تبدو قدرية لا اختيارية باتجاه التخلي عن مصدر قوتهم واساس شعبيتهم وانتصارهم والذهاب الى ميدان اعدائهم وحيدين ومجردين من اي سلاح مراهنيين على اوهام انتصارات سابقة وادعائهم القرب من الله ورسوله اكثر من غيرهم دون الاخذ باسباب هذا القرب او البعد متجاهلين او انهم لا يعلمون ان كل انتصاراتهم السابقة تحققت بادوات وخيارات وقضيايا نقيضة تماما لما هم ذاهبون بها او اليها اليوم ولا يمكن النصر لشيء والانتصار لنقيضه او ان الششء ونقيضة يمكن ان يتحقق بذات الادوات او ان يكون صاحبه بطلا في كلاهما .

هذا السير الحثيث الى الهاوية يحدث في التاريخ بالنسبة للسلطات الاستبدادية التي تكون قد تقادم عليها الزمن داخل الدولة وعلى قمتها وراكمت خصوماتها مع مجتمعها وحين تبدا اول هزة شعبية جدية وقادرة على التضحية تتداعى هذه السلطة الاستبدادية المتقادمة سريعا وبطريقة دراماتيكية وغير متوقعة ليس بفعل وقوة تاثير الاحتجاجات الشعبية بل بسبب طريقة السلطة المتقادمة في تعاملها مع هذه الاحتجاجات وفي تقديمها تنازلات لخصومها لا لشعبها ظنا انها ستامن جانبهم لتتفرغ للمجتمع فلا هي كسبت الخصوم ولا هي ارضت المجتمع وبسبب تقديمها لهذه التنازلات في الزمان والمكان غير المناسبين ما يولب الجميع ضدها اكثر واكثر وتسرع بنفسها خطوات سقوطها اسرع مما توقع الاعداء والخصوم معا .

ولكن انصار الله ليسوا سلطة استبدادية تقادم عليها الزمن حتى يسارعون الى تعجيل سقوط انفسهم بخطوات عشوائية ومراهنات خاطئة وتقديرات مربكة وعشوائية فلماذا اذا يتخلون عن خيارات قوتهم ويذهبون الى ميادين اعدائهم بلا سلاح ؟

السؤال محير ولكن اقرب اجابة يمكن ان تكون سببا لهذه المفارقة بين حركة فتية وثورية وعسكرية صاعدة وتعبر عن الحالة الشعبية المغيبة في دولة الفساد والارتهان والمحاصصة وبين قرارات سياسية مربكة لسلطة تبدو متهالكة وايلة الى السقوط ، هو ان جسدها الاجتماعي داخل فئات المجتمع المختلفة منفصل تماما عن راسها او عقلها السياسي في صنعاء وان هذا الراس الذي يتخذ اليوم قرارات مربكة تجرد انصار الله من اوراق قوتهم واساس انتصاراتهم وشعبيتهم يعود الى سلطة سابقة الت الى السقوط بل وشبعت سقوطا على يد انصار الله انفسهم -الجسد الثائر-.

هذا لا يعني انني اقصد نظام على عبد الله صالح برموزه وقادته ولا اقصد رموز الاصلاح وقياداتهم ولا قيادات الاشتراكي والناصري ابدا ابدا انا لا اقول ان رموز النظام القديم باشخاصهم هم اليوم راس او عقل انصار الله المنفصل عن جسد حركتهم الاجتماعية بل اقصد اشخاص انصار الله انفسهم وقيادتهم السياسية في صنعاء والمحافظات الذين يبدون ظاهريا الاكثر اخلاصا لانصار الله ولكن بعقلية النظام القديم والايل الى السقوط بنظرتهم المتعالية على الشعب والمتوجسة خيفة منه بمفهومهم للسياسة كفهلوة وكعملية خداع يومي و بنظرة النظام القديم الى مصادر القوة ومصادر الضعف وبنظرته الى مصالحه التي تكونت وهو في السلطة واهمية الحفاظ عليها مقابل التخلي عن قضايا الناس وقضاياه الكبرى مهما كانتمصالح من في السلطة محدودة وبنظرتهم الى الخارج وباهمية اعترافه بهم كمصدر قوة لا كمصدر ضعف بشوقهم الى الكرسي وحرصهم على الوجاهة التي صنعها او صنعتها لهم هذه السلطة .

باعتقادهم تضحيات انصار الله الجسيمة مطية لهم او انها لحظة تحقيق احلامهم البائتة والمتعفنة ومشاريعهم الفئوية والشخصية .

نعم هي عقلية السلطة المتقادمة والايلة الى السقوط بحاجتهم الى التحالف مع اصحاب المال والنفوذ الاسري والقبلي ومافايا الفساد دون اي حساب لانعكاسات هذا على وضعهم الاجتماعي ومكانتهم الشعبية والوطنية ودون اعتبار لمشاعر كل من قهزهم هولاء اللصوص والمستبدين او تعالوا عليهم او اخذوا حقوقهم واهانوا بلدهم وشعبهم بل ان هولاء (الشعب) بنظرة العقل السياسي القديم والمتلبس لقيادة الانصار ليسوا سوى غوغا خلقهم الله كجنود لنا نحن نسخرهم ضد من نشاء او نقمعهم او نقمع بهم غيرهم واما ان يوظفهم العدوا ضدنا في معركة الحق والباطل والمومنيين والمنافقين وهكذا .

اي ان انصار الله هم بجسد ثائر وفتي وصاعد وقوي بعقلية النظام السياسي السابق والانظمة السابقة كلها عقل سياسي قديم ومتهالك ويخاف من الناس ومن السعودية ويهابها وهذا العقل منفصل عن الجسد ولا يهمه ما سيؤل اليه اذا ما قلب العقل الموقف من النقيض الى النقيض .

هذا هو اقرب التفسيرات التي تبدو لي عن سبب هذا السير الحثيث الى الهاوية بصورة قدرية كاي سلطة استبدت وتقادم عليها الزمن وان كان السوال لايزال حائرا ولا تزال اجابته ناقصة .

ولذا لك يطرح السؤال مرة اخرى عليكم وعليهم ايضا :لماذا يتخلى انصار الله عن قوتهم ويذهبون الى ميادين ضعفهم !؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى