فضاء حر

القيادات اليمنية سلمت أن اوراق اللعبة بيد الخارج الاقليمي

يمنات 

د. فؤاد الصلاحي

ونحن في مقهانا قال صاحبي يبدو ان الازمة الخليجية الراهنة ستزيد الازمة اليمنية ضبابية وقتامة في المشهد العام خاصة وان الحل لم يعد محليا بل اقليميا ..

قلت هذا صحيح .. لان القوى المحلية فرطت بالسيادة من سنوات سابقة وسلمت القرار كله للشقيقة المبرى ثم للعاصفة …

فالاحزاب والحكومة ومختلف المكونات دخلت في عملية مماحكة ونزق سياسي وكانت المحاصصة مطلب رئيسي ووحيد لتوسيع الامتيازات المالية والوظيفية لهم ولاقربائهم وازلامهم الامر الذي افسد المشهد العام كما افسدوا مؤسسات الدولة وحولوها الى قنوات تابعة لمراكز القوى التي كانت صورة من نظام الزعيم لانه صنعها لتكون امتداد له ..

والشقيقة الكبرى ليس من اولوياتها وحدة اليمن واسنقراره كما هو ليس من اولويات دولة دبي ..واذا كنا نؤكد قوة الدور الخارحي فالاساس اولا واخيرا هو الدور الداخلي لقيادات الاحزاب والعسكر ومشايخ القبيلة والدعوة وازلامهم جميعا ممن انحرفوا بمسار الثورة ومنحوا الحصانة واعتمدوا محاصصة في توزيع السلطة ومغانمها ..مثلما يفعلوا هذه الايام بتوزيع عقارات الدولة والوظائف والرتب العسكرية والدبلوماسية …بل وهم في خضم المهزلة المدعومة امميا واوربيا داخل موفمبيك السياحي ..

ادرك رعاة تلك المهزلة مدى بؤس الفيادات السياسية وسطحيتها وخفة تعاملها مع قضايا الوطن ..فكان كبار السن من القيادات ومثلهم الشباب وممثلي القطاع النسائي دون التزام حقيقي بقضايا الوطن ..وكانت تنازلاتهم تظهر تباعا من اجل منصب او تذكرة سفر ..وكانت الوعود تصرف للشباب كوكلاء وسفراء وغير ذلك من اجل دعم الرئيس الشرعي ..

هنا كان المال الخارجي الممول للحوار يفسد العمل السياسي ويفسد النوايا والولاء الوطني وصارت الدولارات والريالات هي جهة الولاء ..هنا احتفظت مراكز القوى بمواقعها السياسية فاستقطبت اعداد غفيرة ممن ظهر في الشاشات محللين وقيادات محلية تحمل السلاح …

اليوم .. القرار كله بيد الخارج ..وفقا لمقولة السادات ان اوراق اللعبة الاوسطية بيد امريكا ..والقيادات اليمنية سلمت بان اوراق اللعبة حربا وسلاما بيد الخارج الاقليمي وهم مجرد وكلاء ويتنافسون على هذا المنصب .

واذا ما تم اقرار صيغة سياسية ترسل اليهم من الخارج ليتم اعتمادها واقرارها في الداخل في اجتماعات شكلية كما المبادرة الاخيرة التي ايقظت البرلمات من سباته الطويل ليتذكر انه لايزال لديه صوت في الموافقة على مبادرات لا تخدم الوطن ولا يستطيع ان يقول كلمة حق ضد من اشعل فتيل الصراع مطالبا باقاف الحرب وكل ما نجم عنها ..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى