العرض في الرئيسةفضاء حر

البرلمان يلعن نفسه مرتين..

يمنات

أحمد عبد الرحمن

البرلمان يلعن نفسه مرتين، مرة بمبادرته المفاجئة، وثانية بإحالة أحد أعضائه إلى اللجنة الدستورية للتحقيق، على خلفية كتاباته الفيسبوكية!.

هكذا ببساطة؛ النائب البرلماني أحمد سيف حاشد، المعروف بمواقفه المناهضة والرافضة للعدوان، قد يصبح بلا الحصانة، بعد أن وجد نفسه صباح اليوم، متهما من رئاسة المجلس وزملائه الأعضاء، بالإساءة للبرلمان.

سيتساءل الكثيرون، ممن يعرفون مواقف حاشد الوطنية، عن الخطيئة التي اقترفها الرجل، كي يحال إلى التحقيق؟

هل طالب بعقد جلسات البرلمان في عدن مثلا؟

أم أعلن تأييده للعدوان الخارجي على بلاده مثلا؟

أم غادر إلى السعودية؟ أو إلى إحدى عواصم دول العدوان؟؟؟

في الحقيقة..لا شيئ مما سبق..

لقد رفض فقط مبادرة مجلسه واعتبرها مبادرة استسلام لا سلام، وكشف علنا خفايا صياغة وتقديم المبادرة للمجلس، ومن ثم طريقة أو آلية التصويت عليها في القاعة؛ ولم يتوقف عند هذا الحد من الإساءة المتعمدة للبرلمان الموقر، وبلغ به التطاول حد القول: إن المبادرة تعبر عمن صوت عليها فقط!.ولكم أن تتخيلوا أي حد وصل في جراءته!.

هذه خطيئة حاشد، بل خطاياه المتناسلة، التي تفوق في بشاعتها، خطأ تأييد العدوان أو الوقوف مع المعتدين. واسألوا البرلمان الشائخ!.

فهل تتوقعون أن يغض الطرف أمام كل هذه التجاوزات بحق الوطن؟
أم تريدونه أن يبدو مكتوف الأيدي في مواجهتها؟
وهو الذي أحال نصف أعضائه من المشايخ وقيادات حزب الأغلبية فيه للتحقيق، قبل أن يرفع عنهم الحصانة جميعا، بتهمة الخيانة العظمى وتأييد العدوان، وبعد كل هذا تطلبونه الرأفة بمن اقترف خيانة أعظم وأبشع..ما لكم كيف تحكمون يا هؤلاء؟!

مشكلة حاشد ليست في وطنيته المبالغ فيها، بل في وضوحه وصدقه وصراحته وتلقائيه وبساطته، والأسوأ من ذلك، أنه لا يجيد المداهنة والصمت، كما يجيد الرفض..

رفض العدوان السعودي من اللحظة الأولى، ورفض اتفاق “ظهران الجنوب”، ولاحقا مبادرة ولد الشيخ؛ وبالقدر نفسه من الرفض، صدح بموقفه من مبادرة مجلسه العظيم..وبدلا من مداواته من مرض الرفض..أحالوه إلى التحقيق تمهيدا لرفع حصانة، سبق أن خلعها بنفسه، حين قرر أن يكون “واحد من جيز الناس”!.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى