العرض في الرئيسةفضاء حر

ماذا بإمكان السعودية أن تفعل أكثر مما فعلته..؟

يمنات

محمد عايش

بدلاً من الحديث عن ما يفعله المقاتلون اليمنيون في ميدي وحرض، لنتحدث هنا عن ما لا يفعلونه:

طوال سنتين وثلاثة أشهر لم يستهدفوا مدنياً سعودياً واحداً، تجمعاً مدنياً واحداً، هدفاً مدنياً واحداً.

مقابل عشرات آلاف المدنيين، عشرات آلاف الأهداف المدنية، التي استهدفتها السعودية والإمارات وحلفاؤهما، وتستهدفها، من بداية العدوان حتى الآن، في طول اليمن وعرضه بشكلٍ عام.

و مقابل جرائم الحرب الكبرى التي ارتكبتها السعودية والإمارات وحلفاؤهما، وأدت إلى محو مدينتين كاملتين وعشرات الأسواق والقرى، في حرض وميدي بشكل خاص.

لا يعود الأمر إلى عجز الجانب اليمني أبداً، فعشرات التجمعات السكانية السعودية تقع على مرمى نيران المقاتل اليمني، منطقة الموسم بكاملها في مرمى الكاتيوشا والهاون، ومثلها مدينة جيزان، فضلا عن مدن اخرى في أماكن أخرى على تماس مع الشريط الحدودي كمدينة نجران، وفضلا عن قدرة الصواريخ البالستية على الوصول إلى مناطق أبعد أو أقرب كلها بشر وكلها لحم ودم.

الأمر عائد فقط إلى أن لدينا أخلاق وليس لديهم، لدينا قيم وليس لديهم.

و لا صاروخ واحد سقط وسط سوق شعبي ولو بالغلط، أو ولو بتجهيز عذر “الخطأ” بعد سقوطه.

بعض المتحذلقين في صنعاء يقول ان عدم استهداف أهداف مدنية في السعودية مرده الخوف من رد فعل سعودي قاسي أو من تصعيد دولي خطير. ولكن ماذا بإمكان السعودية أن تفعل أكثر مما فعلته، وماهو شكل الخطورة التي قد يمثلها رد فعل العالم أكثر مما هو عليه الحال الدولي الآن من التواطؤ البشع مع كل بشائع حرب المملكة..؟!

لم يعد إلا السلاح النووي لم تستخدمه الرياض، ولم يتبق من دعم العالم غير متاح للعدوان السعودي إلا السلاح النووي. فأي رد فعل سيخشاه المقاتل اليمني أو قياداته؟

انها الأخلاق فحسب.

و قد سمعت مقاتلين في ميدي يتحدثون عن هذا الأمر بوعي كامل، ويقولون لن نستهدف المدنيين ليس لأن لدينا توجيهات بعدم استهدافهم بل لأن ذلك “ما يجوز” بحسب تعبير أحدهم.

ليست هذه خصيصة يمنية، وهي في جزء منها كذلك بالفعل، بل إنها الإنسانية التي تفصل بين البشر وبين الحيوان.

و من لايعرف الخيط الفاصل بين الإنسان والحيوان فإن عليه أن يحصي الجرائم الجماعية للسعودية فحسب.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى