العرض في الرئيسةفضاء حر

الحرب التي تعجز عن الوصول لهدفها لا تلبث أن تخلق نقيضه

يمنات

محمد عايش

تحلق الطائرات الآن في سماء صنعاء وأفكر
ما الذي أنتجه القصف المتواصل طوال سنتين وثلاثة أشهر؟!
لم ينتصر لــ”الشرعية” بالتأكيد، ولأنه استمر رغم عدم انتصاره، فقد نقل “الشرعية” بذلك إلى “الانقلابيين”، وبتأكيد أكبر.

صمود الحوثيين وصالح امام هذه الحرب الشرسة، وطوال هذه المدة المديدة من القصف، يكسبهم “شرعية” كاملة للسلطة ولتمثيل الناس.

سموها شرعية الواقع أو شرعية القوة أو شرعية الحرب أو شرعية الدم أو شرعية ما شئتم.

في أوقات السلم، الصندوق، أو الشعب، أو أي من الطرق الأخرى المعروفة؛ هو ما يُنتج الشرعية، وفِي أوقات الحرب الحرب وحدها ما ينتج الشرعية وما يسقطها أيضاً. رغبنا في ذلك أم لم نرغب.

الحرب التي تعجز عن الوصول لهدفها لا تلبث أن تخلق نقيضه.
وكلما كابر صاحب قرار الحرب أكثر كلما كرس في الواقع ما قامت الحرب ضده؛ أكثر.

من سيجرؤ على منازعة الحوثيين وصالح “شرعية” سلطتهم إذا توقفت الحرب هكذا دون تسوية (وهذا أحد أسباب مكابرة السعودية وإصرارها اليائس على استمرار الحرب)؟؟

ومن سيجرؤ على منحهم فتاتا في التسوية، إن ذهب الأمر إلى التسوية، وعدم معاملتهم باعتبارهم الطرف الرئيس في السلطة؟!

لم يعد إلا الحسم طريقاً إلى إزاحتهم. ولكن الحسم هو ما تبحث عنه هذه الطائرات طيلة سنتين وثلاثة أشهر، دون أن تعثر عليه.
إن الأمر يبدو أحيانا كالبحث عن إبرة في كومة قش، ولكنه ليس كذلك على الإطلاق، فهم لم يعثروا على كومة القش بعدُ حتى يبحثوا بداخله عن الإبرة.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى