العرض في الرئيسةفضاء حر

“التحرير” على طريقة دهاقنة الاستبداد والفساد الخليجي

يمنات

محمد عايش

أن تـعتقل بسبب رأيك أو موقفك فإن ذلك ظلمٌ شائع ومألوف، وهو، على كونه مداناً، ظلمٌ يُحتمل.

أما أن تـُعتقل بسبب لقبك العائلي فقط، وفقط لا غير، فإن ذلك ما ليس شائعاً ولا مألوفاً، ولا يُمكن احتمال مرارته بحال.

لايزال الدكتور مصطفى المتوكل معتقلا منذ حوالي شهرين في سجون سلطان العرادة/ سجون الإصلاح/ سجون الشرعية/ سجون تحالف السعودية/ سجون القاعدة (أو هي سجونهم جميعاً بالأصح)، في مأرب، ولمجرد أن اسمه ينتهي بلقب “المتوكل”.

إنه واحد من عديد معتقلين آخرين انتهت بهم بطائق هوياتهم إلى غياهب هذه السجون، وظلمات هذا الانحطاط الذي يعكس فشلاً أخلاقياً ذريعاً قدر انعكاسه عن فشل سياسي وعسكري فادح.

لم يعد لدى معسكر “الشرعية”، المغرّز في مأرب ونهم، غير اختطاف المواطنيين من الطرقات العامة، اعتماداً على معيار عنصري، كي ينال من معسكر خصومه!

كتبت يوماً “سلام الله على مأرب” باعتبار أن مأرب كانت خلال الحرب الوحيدة من مناطق حلفاء السعودية التي لم تتورط في فرز مناطقي بين سكانها. غير أن سوء “الحلفاء” يصر على إلحاق مأرب بأخواتها من مناطق “الشرعية”: شرعية العنصرية والمناطقية والقروية، وشرعية كل الغرائز البدائية.

الدكتور مصطفى المتوكل شخصية مستقلة بيروقراطية ينتمي إلى الدولة وجهازها، ولو كان قياديا حوثياً، أو حتى مجرد ناشط مع الحوثيين، كما يدعي معتقلوه لما سافر عبر مأرب الى خارج البلاد خلال الحرب، ولما عاد حين عاد عبر سيئون ومأرب أيضاً، ولما تمكنوا، لذلك، من اعتقاله في الأساس.

إنها “الحرية” على الطريقة السعودية.

أو هو “التحرير” على طريقة دهاقنة الاستبداد والفساد الخليجي.

و لو استمر هذا “التحرير” لأصبحت اليمن راوندا. فيما كان بعضنا متفائلا بأننا سنصبح فقط صومالاً.

و في راوندا فقط شهد الإنسان المعاصر عواقب انحدار الإنسان إلى ما هو دون أخلاق الغاب، حيث البطاقة الشخصية تحولت هناك إلى سبب كاف للذبح أو الاعتقال، وراحت مئات آلاف الأرواح ضحية لذلك.

كل التضامن مع الدكتور المتوكل وكل المعتقلين معه بنفس الخلفية.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى