العرض في الرئيسةفضاء حر

ثالوث الشر المطلق !

يمنات

محمد عايش

مع ذلك لا نستطيع، ولا يمكن، إلا أن نتعاطف ونتضامن مع شعب قطر، الشعب الذي سيدفع غالياً ثمن التنافس البشع بين دول الخليج على الزعامة والنفوذ.

لم تقضِ السعودية والإمارات وقطر وأمريكا على نظام صدام حسين، بل قضت على دولة وأمن واستقرار وتعايش بلد عريق، ومجتمع متحضر منذ 5 آلاف عام، ومتعايش منذ 1400 عام.

لم تذبح قطر والسعودية والإمارات وحلف الناتو معمر القذافي، بل ذبحت شعباً كاملاً، من الوريد إلى الوريد، وحولت، وتحوّل حتى اللحظة، كل شبر في أرضه إلى بركة من الدماء والأشلاء.

لم تنجح السعودية وقطر والإمارات في الإطاحة بنظام بشار الأسد، و نجحت في تحويل سوريا إلى غابة يأكل فيها البشر البشر؛ “يأكل” بالمعنى الحرفي وليس المجازي فقط.

لم تنجح السعودية والإمارات وقطر في القضاء على الحوثيين وصالح، ونجحت في القضاء على أمن واستقرار وتعايش اليمنيين فيما بينهم، ولخمسين سنة إلى الأمام على الأقل.

والآن سيكرر ثالوث الشر المطلق نفس الجريمة ضد شعبٍ يصادف أنه شعب الضلع الثالث في المثلث نفسه: قطر.

ليس هناك شعب في العالم يستحق أن يتعرض لما يتعرض له العراقيون والليبيون والسوريون واليمنيون على يد، وبسلاح وأموال، الرياض والدوحة وأبو ظبي.

حتى شعب السعودية نفسها لا يستحق، رغم أنه شعب مؤيد وبحماس لكل جرائم نظامه ضد الشعوب الأخرى (حلقة النجم السعودي ناصر القصبي الأخيرة في مسلسله “سيلفي” والخاصة بالمعارك في الحد الجنوبي، نموذج لهذا التأييد الأخرق، ومن نجم نعتبره من صفوة الصفوة المثقفة، المدنية، والليبرالية في المملكة).

كل التضامن مع الشعب القطري، فالمحنة التي سيتعرض لها، ان استمرت الأمور في التصاعد، لن تكون هينة حتى وإن لم تكن، وفقا لاعتبارات عديدة؛ مرشحةً لتشبه مأساة الشعوب الأربعة.

هذه أنظمة منحطة، وسيلتها الوحيدة لإيذاء الحكومات هي إيذاء الشعوب، وليس غريبا، لذلك، أن بدؤوا انقضاضهم على قطر بطرد المواطنين القطريين وفرض حصار اقتصادي عليهم.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى