العرض في الرئيسةفضاء حر

سيأتي يوم الإمارات كما جاء يوم قطر

يمنات

محمد عايش

الفارق فقط أن قطر حين استأسدت على سوريا كان لدى سوريا حلفاء.

بينما تستأسد السعودية وحلفاؤها الآن ضد قطر .. ولا حليف لقطر.

قطر تقف وحيدةً كما لو كانت في يوم الحساب: تحاصرها ذنوبها من كل اتجاه، ويتخلى عنها حلفاؤها في كل صوب، وحتى تلك الجماعات التي سمّنتها، ونمّرتها، لمثل هذا اليوم العصيب، وبينها “إخوان” اليمن، تقف صامتةً، غير قادرة حتى على مجرد المحاججة في تويتر أو فيس بوك دفاعاً عن الدوحة.

……………

الفارق فقط أن قطر حين شاركت في عاصفة استضعاف اليمن، كان لدى اليمن، على فقره وضعفه، القدرة الكافية لقول “لا”، والدفاع عن نفسه.

بينما لا تستطيع قطر أن تفعل شيئا في مواجهة العاصفة المرتدة ضدها، من قبل شركائها أنفسهم، وبالتهم نفسها.

ليس أمام الدوحة سوى الانحناء، الطوعي، للعاصفة، والعودة السريعة لبيت الطاعة السعودي، والتخلص الفوري من “الإخوان”، أو أن تكابر حتى تُجبر على الإنحناء القسري. وفِي الحالتين نحن أمام نهاية مدوية لقطر التي نعرفها.

…………..

الفارق فقط أن حجم السعودية، وضخامة ثروتها، وعمق علاقاتها الدولية، تحمي السعودية، وتمنحها حصانة طويلة الأجل، حيال عواقب استخدامها للدين، وللجماعات الدينية، في زعزعة أمن واستقرار المنطقة.

بينما قطر التي حاولت أن تكون سعودية أخرى، وبذلت عقدين من الزمن في سبيل احتكار خدمات التيار الديني الأعرض في المنطقة (الإخوان المسلمين) وتسليطه مع جماعات إرهابية عديدة على سوريا وليبيا وغيرهما؛ فعلت كل ذلك وهي لا تملك أية حصانة من تلك التي تملكها الرياض.

و لذلك وفي ظرف غمضة عين، وما بين السحور والآذان، تحولت قطر إلى نملة تلاحقها أقدام قطيع من الفيلة، ودون أن تجد مهرباً.

……………

الفارق فقط أن الإمارات العربية المتحدة لا تزال الحاجة قائمة إليها لدى السعودي والأمريكي والبريطاني، وهذا ما يؤجل عنها صيرورة مماثلة لصيرورة قطر.

و سيأتي يوم الإمارات كما جاء يوم قطر، والمسألة مسألة وقت فقط.

580 ألف سوري قتلتهم قطر والإمارات والسعودية، أو تسببت هذه الدول، مع شركاء آخرين، في قتلهم.

و حوالي عشرة ملايين نازح سوري شردتهم قطر وحلفاؤها هؤلاء وغيرهم.

هذا في سوريا وحدها، وبسبب عنادٍ بدوي تافه وجد نفسه في تحدٍ لإثبات النفوذ عبر الإطاحة بنظام الأسد.

هذه الأرقام المهولة، عن الجريمة الخليجية التاريخية في حق بلد عربي، وشعب من شعوب البشر، لا بد أن لها عواقب وإلا فإن الحياة خطيئة، والله لا وجود له.

و ها نحن نشاهد أولى العواقب.

فِي الفلسفة الشرقية هناك ما يسمى “الكارما” أي “العاقبة الأخلاقية”.

و فِي القرآن هناك:

و لا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون.

و فِي التاريخ القريب:

استأسدت العراق ضد إيران بدعم خليجي

فعاد العراق واستأسد على الخليج وغزى الكويت

فعاد الخليج واستأسد على العراق..

و استأسدت قطر، مع الخليج، ضد سوريا واليمن..

و هاهو الخليج ينوي أن يبتلع خسارته في سوريا واليمن، ويعوضها بابتلاع قطر.

و سبحان الخالق

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى