العرض في الرئيسةفضاء حر

إهدار الكرامة والافلات من العقاب …!

يمنات

هائل القاعدي

بات من الواضح أن التدهور الهائل الجاري في اليمن ينذر بتقويض وانهيار ما تبقى من كيان الدولة، في ظل سياسات تعطي الأولوية لتكريس احتكار السلطة والثروة واستشراء الفساد، وفي ظل سلطة امر واقع جعلت من الاعمال العسكرية والأمنية مصدر لابتزاز الشعب.

بات اليمن مسرحا لحرب مستعرة في الشمال، وصراع وانتهاكات واحتلال في الجنوب وعدوان سافر من قبل العدوانية الرباعية بقيادة ال سعود وقمع دامي في صنعاء للحراك الاجتماعي والسياسي، يستهدف المحتجين سلميا بالقمع والتعذيب والضرب، لأنهم خرجوا للتعبير عن آراءهم ورفع مطالبهم الحقة.

قمعوا المحتجين حتي لا يكشفون عورات سلطات الامر الواقع، إلى جانب اقتحام المنازل واحتجازهم في سجون وتعذيبهم بصورة بشعة، و بدون وجه حق وتهديد بالتصفية في حال إذا ما قاموا بنشر وقائع الانتهاكات التي تطالهم.

لا يزال الوضع في اليمن متأزمًا، مُنذ اندلعت الحرب التي أشعلها آل سعود، و التي حولت اليمن إلى ساحة دمار، و كان المدنيون أكثر المتأثرين بالصراع الذي قضى على الأخضر واليابس، عوضا عن تنامي الفساد|، وتحول مواجهة العدوان إلى يافطة لابتزاز الشعب و المزايدة عليه و التي وصلت إلى مرتبات الموظفين.

قرار تعويم النفط هو الآخر تسبب في زيادة المعاناة فأغلقت العديد من المصانع الكبيرة والصغيرة، ما تسبب في خسارة مئات الآلاف لأعمالهم، وهو ما أدخل الناس تحت خط المجاعة في البلاد التي أنهكتها الحرب، نتيجة لتردي الأوضاع المعيشية.

يستمر تدهور الوضع الإنساني مع احتياج مايقرب من 21 مليون يمني ـ بنسبة صاعقة تبلغ 80 بالمئة من السكان ـ إلى مساعدات إنسانية. فبالنظر إلى أن الواردات التجارية تمثل 90 بالمئة من غذاء اليمن وموارده من الوقود، فقد كان للحصار المفروض من جانب العدوان أثر قاس على الوضع الإنساني، وقد ارتقى الي جريمة حرب، من خلال تجويع المدنيين كوسيلة حربية.

و يواجه السكان حالياً انعدام الأمن الغذائي، كما يفتقر ما يزيد على 15,2 مليون شخص إلى الرعاية الصحية الأساسية، ويفتقر أكثر من 20 مليون شخص إلى الماء الآمن، حسب تقارير منظمات دولية، ما يساهم في انتشار الأمراض التي فتكت باليمنيين كوباء الكوليراء.

سلطة الامر الواقع لا تعنيها معاناة الناس بقدر تحول قياداتها إلي اقطاعيين يلهثوت وراء جمع الاموال علي حساب معانات الشعب. ما دفعهم مؤخرا الى السعى نحو تكميم الافواه التي تستنكر الفشل والفساد المستشري في كل مفاصل السلطة.

اهدار كرامة المحتجين والافلات من العقاب بات سمة سلطة الامر الواقع وتنصلها من المسئولية واخفاء الجناة والتستر عليهم والادعاء بعدم العلم امر لا يبرر ولا يعفيهم من المسئولية.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى