أسرار ووثائقإختيار المحررالعرض في الرئيسة

أسرار وراء اعلان قيادي سلفي موالي للامارات انشاء مركز ديني في ضواحي عدن .. احتقان ينذر بمواجهات مسلحة على أراضي بير النعامة

يمنات

معاذ منصر

كل المؤشرات وردود الفعل التي تتشكل في عدن إزاء تحركات هاني بن بريك، ليست لصالح الرجل حتى الآن. فالوزير المقال صار محاطاً بخصوم كثر، بدءاً من الرئيس عبد ربه منصور هادي، مروراً ببعض الفصائل الجنوبية، والشارع، وصولاً إلى المواطن البسيط، الذي صار يطالب الإمارات بتشكيل لجنة تقصي حقائق وراء ما يجري في عدن، ويقوم به حليفهم هنا، وتحديداً في ما يتعلق بالأرض التي يقول بن بريك إنه يسعى إلى إنشاء مركزه الديني عليها، وبتمويل إماراتي.

و في متابعة تداعيات الخطوة، يتبين أنها تفتح الباب أمام صراع طائفي واسع النطاق، وهي مرشحة لحصد نتائج كارثية على أبناء محافظة عدن، وعدن المدينة والساحل والتاريخ والثقافة، وعلى التعايش بشكل عام.

الجديد الذي حصل عليه «العربي»، هو أن الأرض التي يريد الشيخ هاني بن بريك بناء المشروع عليها أرض مغتصبة، ولا يمكن له أن ينفذ مشروع الإمارات فيها، وملاك الأرض يستعدون الآن لمواجهة الرجل والإماراتيين على حد سواء.

و الجدير بالذكر أن ابن بريك قد أدار مخططات مسبقة على طريق الوصول إلى الأرض، واستخدم أوراقه ونفوذه العسكري في سبيل ذلك، و«هناك محاولات اغتيال تمت وتورط فيها أناس تربطهم علاقة بهاني بن بريك» حسب اتهامات ملاك الأرض.

قصة الأرض التي تقع في منطقة بير النعامة، غرب بير أحمد منطقة الشعب، مديرية البريقة، وتبلغ مساحتها 900 فدان، حسب حديث مهدي فضل (أحد الورثة)، إلى «العربي»، تبدأ من أن «الأرض التي يشرع هاني بن بريك في إقامة ما قام الترويج له، هي أرض ملاك حقيقين أباً عن جد منذ عشرات السنين، ولا يوجد بها أي نزاع»، ويتابع: «في عام 1992 ظهرت جهات تدعي مليكتها للأرض، وتقدم الملاك للجهات المختصة بشكوى، وتم تشكيل لجنة من كافة الجهات المختصة، وقامت بالفصل فيها، وثبت أن الأرض تابعة لورثة المرحوم هادي علي محمد قريعي، وهو المالك الحقيقي».

حينها توقف النزاع وظل الملاك باسطين يدهم على أرضهم. وفي عام 2003 ظهرت المنطقة الحرة وادعت أن الأرض تابعة للمنطقة الحرة، وتم التقاضي، وطرق أبواب الجهات المختصة، وتم الفصل بها في عام 2010، وصدر حكم لصالح الملاك، حسب الوثائق التي حصل «العربي» على نسخة منها. وطلب وكيل الورثة، الشيخ عوض هادي قريعي، من نيابة الأموال العامة، وقرار من مجلس رئيس الوزراء، بتمكين وكيل الورثة للأرض، وبالفعل تم تسليمهم الأرض.

قبيل اندلاع الحرب في عدن عام 2015، قام وكيل الورثة، الشيخ عوض هادي قريعي، بإبرام اتفاقية شراكة مع رجل يدعى أيمن قراطيس، على أساس أن يدخل شريكاً في جزء من الأرض، مقابل العمل على تسويرها، وكانت في ذلك الوقت تربطه بهذا الأخير علاقة مع رجل يدعى عبد العزيز العقربي، الذي صار اليوم رجلاً عسكرياً في غرفة عمليات «التحالف»، وبجهود ومساعي هاني بريك، الذي تقول المصادر إنه قام بتوظيفه كرجل عسكري، بهدف أن يكون ساعده في عدن، ويقوم بتنفيذ بعض المهمات، الاستيلاء على هذه الأرض كان واحدة من المهمات التي جرى التخطيط لها.

قتل أيمن قراطيس في حرب عدن، وقبل الحرب بأشهر حضر هاني بن بريك إلى وكيل الملاك الشيخ عوض هادي قريعي، وطلب منه التخفيض في سعر الأرض، التي طلب 200 فدان منها لأجل بناء مركز إسلامي فيها، وقال هاني بن بريك إنه ذهب إلى الشريك أيمن قراطيس، وطلب 3 ملايين ريال سعراً للفدان، وبمساحة خمسين فداناً، غير أن الشيخ عوض القريعي، ونتيجة أنه كان هدف بن بريك في حينه «عمل الخير»، وافق الشيخ عوض هادي قريعي، بصفته وكيل الورثة، أن يمنح هاني بن بريك 200 فدان من سعر مليون ريال لكل فدان.

بعد الحرب، بحسب حديث مهدي فضل، وطبقاً للوثائق المرفقة، استغل هاني بن بريك الفرصة، وقام بدعم عبد العزيز العقربي، وعينه قيادياً عسكرياً في «التحالف»، وهو رئيس جمعية «آل عزبان»، وبعد توظيفه في عملية «التحالف» العسكرية، قام بـ«تحويش» جزء كبير من الأرض، تحت ذريعة حماية «التحالف»، وعندها بدأ وكيل الورثة بالتحرك لإيقافهم، إلا أن الرجل العسكري، عبد العزيز العقربي، قام بمنعه من دخول الأرض والتبليغ عنه في النقاط الأمنية الواقعة على مداخل الأرض.

مهدي، الذي شرح القصة، أضاف بالقول: «لم يكتفوا بذلك، بل تم تشكيل عصابة مسلحة لاغتياله، وعملت العصابة على مراقبة سيارته وأطلقت عليها النار، غير أن من كان يقودها شخص آخر، وقد قدم شهادته للجهات المختصة، والذي أوضح أن المسلحين اعتذروا له مبررين أنهم معتقدون بأن من يقود السيارة وكيل الورثة الشيخ عوض هادي قريعي، وأحد الورثة».

وأضاف الرجل: «بعد فترة وجيزة حضر أحد الأشخاص المكلفين بقتل وكيل الورثة، وأخبره بتفاصيل القصة، وأن هناك آخرين يترصدون له، وعلى ضوء ذلك تقدم وكيل الورثة ببلاغ للجهات الأمنية والقضائية، والتي حققت في الواقعة وعملت على الإستدلال وأقوال الشهود والمعلومات والإطلاع على الوثائق والمستندات، وخرجت بتقرير يفيد بثبوت تعرض وكيل الورثة وأحد الملاك لمحاولة اغتيال».

جهود كثيرة تتحدث عنها المعلومات الواردة في الوثائق، بذلت من قبل كل من وزير الدفاع، محمود الصبيحي، وتوجيهات رئيس مجلس الوزراء والنائب العام حينها، ورئيس نيابة استئناف عدن، لتمكينه من أرضه، إلا أن الأمور ازدادت تعقيداً بعد الحرب، وظلت الأرض محط أطماع، وتم منعه من الوصول للأرض، طبقاً للمالك مهدي فضل.

يواصل الرجل شرح القصة، استناداً إلى الوثائق، بالقول إنه ثبت لاحقاً تورط عبد العزيز العقربي، وبالتنسيق مع هاني بن بريك، في إحضار مواطنين ليسوا ورثة، بصموا على توكيل له للتصرف بالأرض، بدعم وزير الدولة، هاني بن بريك، الذي يتواجد باستمرار في معسكر «التحالف». وثبت أن معظم الذين بصموا وتم أخذ إفادتهم في إدارة البحث الجنائي لم يعرفوا الأرض ولم يذهبوا إليها في يوم من الأيام، ولم يثبتوا حقهم في الأرض بموجب شهادة ميراث أو حصر إرث، وأكدوا جميعهم أنهم فقط بصموا على مبلغ مئة ألف ريال.

وبعد هذه الأساليب والطرق التي تم استخدامها، وتنازلاً من قبل وكيل الورثة مقابل إيقاف العبث بالأرض حسب المعلومات، تم تحكيم لجنة من المشايخ في الفصل في الخلاف، غير أن عبد العزيز العقربي ظل يماطل ويقوم بالعمل والترويج للبيع في الأرض، دون أي احترام للجنة المكلفة بحل النزاع أو احترام شروط التحكيم، ليتضح اليوم أن الهدف هو سعي هاني بن بريك في الاستيلاء على الأرض، هو والعقربي، وذلك بعد إعلان بن بريك عن بناء أكبر مسجد في الجنوب، ووحدات سكنية بدعم ولي العهد محمد بن زايد في هذه الأرض.

وبعد هذه «المفاجأة» التي يقول الملاك إنهم مصدومون بها، يوجهون اليوم خطابهم إلى دولة الإمارات، ومحمد بن زايد وكافة مشايخ وعلماء الدين في الإمارات، مطالبين بعدم الإنزلاق وراء ما يخطط له هاني بن بريك بطريقة غير شرعية، ويسألون: «كيف يجوز بناء مجمع إسلامي في أرض مغتصبة تعود ملكيتها لمواطنين يمتلكونها أباً عن جد، ولديهم وثائق تؤكد ذلك؟».

ويطالب الملاك دولة الإمارات بـ«تشكيل فريق للجلوس مع وكيل الورثة والنظر إلى وثائقنا الشرعية، ونحن بأتم الاستعداد لمناظرة مع الشيخ هاني بن بريك تحت رعايتهم، وأن يتم تفحص وثائق وكيلهم، وما يدعيه هاني بن بريك».

وفي نفس الوقت، يقول الملاك إنهم لن يسمحوا بالقيام بأي عمل في الأرض وإنهم سيقومون بتصفية كل من سيسعى في ذلك، وسيستخدمون القوة والسلاح في الدفاع عن أرضهم.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى