العرض في الرئيسةفضاء حر

نهاية صف تاسع..!!

يمنات

أيوب الحمادي

في نهاية صف تاسع يتم تكليف الطلاب في المدارس بألمانيا البحث عن تطبيق عملي لمدة اسبوعين. يعلموهم كيف يكتبوا الطلب للتطبيق و كيف يرتبوا السيرة الذاتية..؟ و يعلموهم كيف يصيغوها بالالماني و الانجليزي..؟ تساعدهم مدرسات المادتين.

يعلموهم كيف يبحثوا في الانترنت على شركات تكون ادارات التعليم و العمل و المدرسة قد نسقوا جميع امورهم معها من سنوات كتقاليد خدمة المجتمع, يشتغلون بتناغم رائع. فمثلا يعملوا قاعات معارض للشركات كيوم مفتوح يذهب طلاب المدرسة في الصف التاسع حسب ميولهم يناقشوا مستقبلهم, اذا اختاروا هذا او ذاك التخصص.

الشركات تنظر لطلاب المدرسة كثروة يعطوهم كل المعلومات. بعدها يكون الطالب قد فهم, ماذا يعني شركات .. يقدم بعدها طلب عمل لمدة اسبوعين, فمن يريد يكون طبيب يبحث عن عيادة او مستشفى, و من يريد يكون محامي مكتب محاماة, و من يريد هندسة معينة يبحث عن برفيسور في الجامعة, او شركة او مصنع او معمل و من يريد اقتصاد يبحث عن بنك او مكان بيع و هكذا.

الجميل هو اخلاقيات المجتمع, فعندما تكون مدير او موظف و يأتي طالب مدرسة و بيده اوراق يريد يشتغل عندك اسبوعين لكي يتعلم, لا يمكن تقول له لا, لأن ابنك لن يأتي اليك و لكن سوف يذهب الى غيرك, اي انت تعامل ابنك او بنتك بشكل غير مباشر.

كمدير او مسؤول ماتحت يدك تكلف موظف عندك يأخذ الاوراق و يعمل نفسه جدي في المقابلة و يطلب اوراق التقديم من الطالب ثم يختمها له و يعطيها له يوصلها الطالب للمدرسة, و يتم التأمين على الطالب من قبل المدرسة, و يجهز صاحب العمل مكتب و مشرف و برنامج عمل يتعلم الطالب بموجبه مايفيده, لانه بـ٣ سنوات سوف يحدد في اي اتجاه يذهب في الجامعة او في حياته.

الكل لا يترك شيء للصدفة أي الى يوم الاثنين كل طلاب المدرسة او المدارس هنا في مدينتي، سوف يسلموا الموافقة من الشركات للمدرسة أي كثرة عك مافيش و في ١٨ سبتمبر اي في بداية صف عاشر كلهم في اماكن التطبيق و العمل و بذلك يحتكوا لاول مرة بسوق العمل و يحسسوهم انهم هم الثروة و المجتمع, و بعد انتهاء العمل كل طالب سوف يكتب تقرير و يناقش ماتعلم.

البعض يتخذ قراره انه بعد صف ٩ تأهيل ٣ سنوات عند صاحب العمل او ما يرغب.

هنا المدرسة تعلم الطالب مهارات و المجتمع يدفع في ذلك. طالب المدرسة تعلم هنا مثلا في درسه, كيف يكتب السيرة الذاتية, و يوصف قدراته, و يكتب رسالة تقديم, كيف يبني الثقة بنفسه, و نحن في اليمن نعك في التعليم لدرجة ان معنا نصف المجتمع الوظيفي لم يكتب سيرة ذاتية, لانه مافيش حاجة يكتبها و النصف الباقي كتبوا سيرتهم بالقرابة و المصاهرة و البلطجة و العفاطة. حتى مدرسين المدارس عندنا لم يخطر في فكرهم, كيف نعلم الطالب مهارات تنفعه في اسواق و مجتمعات لا ترحم.

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى