عربية ودولية

لقاء لافروف قرَّب ترامب من العزل

يمنات

تناولت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” اتهام ترامب بتسليم معلومات سرية إلى الكرملين خلال لقائه لافروف، مشيرة إلى أن هذا اللقاء سيعجل في إقالته.

جاء في مقال الصحيفة:

يجب على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال الأيام المقبلة الانتهاء من ترشيح الشخص، الذي سيشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي تركه جيمس كومي. ويجري اختيار هذا الشخص في ظروف صعبة: فخصوم ترامب يتهمونه بتسليم معلومات سرية إلى وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف والسفير الروسي سيرغي كيسلياك خلال اللقاء في البيت الأبيض. ويعتقد الخبراء أن النخبة السياسية في واشنطن تنوي تقريب إقالة ترامب.

ومن المفترض أن يكون الدافع الرئيس لإقالة جيمس كومي هو التحقيق في علاقات ترامب المزعومة بروسيا. وهذا الأمر يجعلنا نفكر أن الشخص الذي سيحل محل كومي سيكون من الموالين لترامب، للتخفيف من هذه المزاعم وقطع دابر المساومات. بيد أن صحيفة “هيل” تعتقد أن الاختيار بدافع سياسي قد يزيد الطين بلة، لأن مكتب التحقيقات الفيدرالي تقليديا يحاول النأي بنفسه عن السياسة. لذلك فإن تعيين سياسي مديرا له يقلق الكونغرس. يقول النائب إليان روس-ليتينين “يجب أن يحظى مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بثقة الرئيس من دون أن يكون مخلصا له”.

وقد أجرى النائب العام جيف سيشنز ونائبه رود روزنشتاين ثمانية لقاءات مع المرشحين المحتملين لشغل منصب مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي. وتفيد وكالة بلومبيرغ نقلا عن مسؤول أمريكي مطلع بأنه لن تُجرى لقاءات أخرى بهذا الشأن.

وسيتم اختيار مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي على خلفية الفضيحة التي ظهرت بعد لقاء ترامب الوزير لافروف والسفير كيسلياك في الأسبوع الماضي. فقد نقلت صحيفة واشنطن بوست عن ممثلين للبيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي قد يكون كشف لهما معلومات خاصة خلال اللقاء، تتعلق بمحاربة “داعش”، وخاصة أن هذه المعلومات سرية ويحظر تداولها حتى على المسؤولين في الإدارة. وقد حصلت واشنطن على هذه المعلومات من أحد شركائها في الشرق الأوسط ضمن إطار تبادل المعلومات الاستخبارية. وتشير الصحيفة إلى أن هذا الشريك لم يعط تخويلا لكشف مثل هذه المعلومات.

ويقول أحد المسؤولين في البيت الأبيض، في حديثه إلى واشنطن بوست، إن “ترامب كشف للسفير الروسي معلومات أكثر مما كشفه لحلفائنا”. وقد أعربت الدوائر الدبلوماسية والعسكرية في الولايات المتحدة عن قلقها من عدم تعامل ترامب بمسؤولية مع المعلومات السرية، ولا سيما أن “تسليم الجانب الروسي الأسرار” المزعومة قد يعقد جدا اكتشاف التهديدات الإرهابية من جانب “داعش” في المستقبل.

ويرى المسؤولون أن ما قام به الرئيس الأمريكي يهدد عمليا نشاط العملاء الأجانب في سوريا.

وتقول نيويورك تايمز بهذا الصدد إن ترامب أبلغ المسؤولين الروس اسم المدينة، التي يحصل فيها الشريك الأمريكي على معلومات عن خطط “داعش”.

وقد كتب ترامب في موقعه في شبكة تويتر: “أود بصفتي رئيسا أن أتقاسم مع روسيا وقائع تتعلق بالإرهاب وأمن الملاحة الجوية. وأملك كامل الحق في هذا. ولهذا أسباب إنسانية، إضافة إلى أنني أريد أن تكثف روسيا من نشاطها في محاربة “داعش” والإرهاب”.

من جانبه، وصف مساعد ترامب لشؤون الأمن القومي هربرت ماكماستر ما نشرته الصحافة بالكذب. أما ممثل الإدارة الأمريكية، الذي حضر اللقاء، فيقول إن “الرئيس ووزير الخارجية ناقشا الأخطار العامة، التي تنبع من المنظمات الإرهابية بما في ذلك المخاطر على الرحلات الجوية، من دون أن يدور الحديث عن الطرق والمصادر الاستخبارية”.

وتنفي روسيا من جانبها الحصول على معلومات سرية. ويقول المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف: “بالنسبة إلينا هذا الأمر هراء، ونحن لا نريد أن تكون لنا علاقة به”. أما المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، فترى في ذلك “مساومة جديدة ضد ترامب، تنبع من صراع سياسي داخلي، وأنه جزء من الحملة التي بدأت قبل الانتخابات ولم تتوقف حتى الآن”.

إلى ذلك، فإن الخبراء يعتقدون أن هدف ما يقال عن تلقي لافروف وكيسلياك معلومات سرية هو رغبة النخبة السياسية وضع نهاية لولاية الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة.

ويعتقد مدير مركز كارنيغي في موسكو دميتري ترينين أن خصوم ترامب يسعون لعزله. ويضيف: “قد يصبح اختياره المدير الجديد لمكتب التحقيقات الفيدرالي مصدرا جديدا لمشكلاته، لأنه سيعين بطبيعة الحال شخصا مقربا إليه ومواليا له. وهذا سيكون ذريعة جديدة للصراع. أي أن الولايات المتحدة تدخل مرحلة صراع سياسي لا تعرف نهايته”.

المصدر: روسيا اليوم

زر الذهاب إلى الأعلى