العرض في الرئيسةتحليلات

محللون باكستانيون: موافقة باكستان على إرسال قوة عسكرية إلى الحدود السعودية اليمنية محاولة لإرضاء السعودية بعد برود العلاقة بين اسلام اباد والرياض

يمنات – صنعاء

بعد أن ادركت السعودية، أن الولايات المتحدة لن تكون قادرة وحدها على حماية اراضيها من هجمات وتوغل الجيش المسنود باللجان الشعبية في العمق السعودي، استنجدت الرياض بالجيش الباكستاني.

اعتبر محللون باكستانيون، أن موافقة اسلام اباد على إرسال قوة عسكرية مكونة من 5 آلاف جندي باكستاني إلى الحدود السعودية اليمنية، لحماية المملكة من هجمات الجيش واللجان الشعبية، بمثابة تخل عن مبدأ التوازن الإقليمي الذي تنتهجه باكستان على مدار تاريخها في النزاع بين السعودية وإيران.

وكان مسؤول باكستاني، كشف لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، أن إسلام أباد وافقت على إرسال قوة عسكرية مكونة من 5 آلاف جندي إلى الحدود السعودية اليمنية، لحماية المملكة من الهجمات اليمنية الانتقامية.

وذكرت وسائل الإعلام الباكستانية نقلا عن مسؤولين باكستانيين رفيعي المستوى من الحكومة الباكستانية، أن الجنود الباكستانيين سينشرون في الحدود الجنوبية للسعودية مع اليمن، فضلا عن الـ1200 جندي من الجيش الباكستاني الموجودين حاليا في السعودية، ويساعدون على تدريب رجال الجيش السعودي.

وفي مارس/آذار الماضي، ذكرت مصادر أمنية رفيعة المستوى لموقع “ميدل ايست آي” البريطاني، أن الجيش الباكستاني سيرسل فرقة من قواته المقاتلة لدعم وتأمين الحدود الجنوبية السعودية المهددة بسبب الهجمات الانتقامية للحوثيين وحلفائهم من الجيش اليمني.

وقال المحللون الباكستانيون إن هذه الخطوة مخالفة لقرار البرلمان الباكستاني الذي اتخذه في عام 2014، ويلزم الحكومة باتخاذ موقف محايد في حرب اليمن، بعد أن أعلنت الرياض افتراضيا أن إسلام أباد هي جزء من التحالف الذي تقوده لإعادة تمكين حكومة هادي.

وبحسب تقرير صحفي، اتخذت المملكة خلال الأشهر القليلة الماضية العديد من الإجراءات والخطوات للتقرب من إسلام أباد، وظهرت في مشاركة قوات سعودية في عرض عسكري أقامته باكستان في مارس/آذار الماضي، في العاصمة إسلام أباد بمناسبة اليوم الوطني للبلاد، حيث ظهرت القوات السعودية جنبا إلى جنب مع القوات الباكستانية لتكون هذه المناسبة الأولى التي تشارك فيها قوات من خارج البلاد في عرض عسكري وطني.

وذكر التقرير أن المملكة قامت بتعيين الجنرال الباكستاني المتقاعد رحيل شريف، لقيادة “التحالف العسكري الإسلامي” الذي تقوده السعودية والمؤلف من 39 دولة.

ويرى المحللون أن موافقة باكستان جاءت محاولة لإرضاء المملكة بعد أن أدت عدم مشاركتها في حرب اليمن إلى برود في علاقاتها مع السعودية، مشيرين إلى أن تولي شريف، المنصب الجديد من شأنه أن يعطي الفرصة للدبلوماسية العسكرية الباكستانية لإعادة بناء ودفع العلاقات مع دول الخليج العربي، لكن في الوقت نفسه فإن هذه الخطوة دليل على تغيير استراتيجية إسلام أباد وابتعادها عن سياسة التوازن في علاقاتها مع السعودية وإيران وخضوعها للضغوط التي تمارسها عليها المملكة.

وانتقدت أحزاب سياسية باكستانية الحكومة التي سمحت لشريف بقيادة التحالف الذي تقوده السعودية، ورأت هذه الأحزاب تلك الخطوة بمثابة توريط لباكستان في الحرب الإيرانية السعودية.

وبحسب المحللين، يبدو أن المملكة أدركت أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تكون قادرة وحدها على حماية قواتها من هجمات الحوثيين وحلفائهم في اليمن، لافتين أن أمريكا تميل بكفتها نحو دعم القوات الإماراتية على حساب السعودية، الأمر الذي دفع الأخيرة إلى اللجوء إلى القوات الباكستانية.

المصدر: وكالة خبر

زر الذهاب إلى الأعلى