العرض في الرئيسةفضاء حر

ورشة مفتوحة لتصفية العقول المدنية لدى أنصار الله

يمنات

محمد عايش

كلما خلت البلاد من القضايا الساخنة قفزوا فوق حسن زيد وحوّلوه إلى قضية الساعة.

تارةً عبر النكات وتارة عبر السخرية وتارات كثيرة بواسطة الكذب والفبركات.

و لاذنب لزيد إلا كونه سياسياً قريباً من الناس على الدوام..

يمني بسيط بعقل نظيف ووعي سياسي ومدني كبير، وهذا لا يعجب أحداً، فالناس لدينا مأخوذون دوماً بالواجهات الزجاجية، أياً كان مٓا ومٓنْ وراء الزجاج.

على أن الأمر، كما يبدو لي، يتعدى ماذكرته آنفاً:

هناك ورشة مفتوحة لتصفية العقول المدنية لدى أنصار الله، أو القريبة منهم.

بدأت الورشة بالمحامي حسن الدولة، ثم طالت جدبان وشرف الدين والخيواني والمتوكل، وصولاً أخيراً إلى القاضي يحيى موسى (وهذا الأخير لم أصدق حتى اللحظة أنهم قتلوه، ولم أستطع من هول مقتله أن أكتب عنه حرفاً، فهو الذي ما من أحد في ذمار إلا ويرى فيه أفضل وأنزه وأنبل مافي ذمار).

تمت تصفيتهم جميعاً، ولازالت الورشة مفتوحة..

وإذ لم يستطيعوا تصفية حسن زيد جسديا فإنهم يحاولون تصفيته سياسياً، وذلك أضعف الجبن والنذالة معاً.

حسن زيد رجل يأكل الطعام ويمشي في الأسواق..

ابن مدينة، سليل عائلة مدنية .. وأحد أهم الشخصيات المناصرة للحقوق والحريات والداعمة دوماً للسياسة مقابل العنف.

ينخرط غوغاء من كل الأطراف في الحملات ضده، بما فيهم إعلاميون من أنصار الله، وإن كان الاستهداف الدائم يأتي من جانب “الإخوان”..

هذا الرجل لم يبع أنصار الله طوال حروب صعدة الست، وما بعدها، رغم فظاعة ما أعرفه من ترهيب طاله، وما أنا واثق منه من إغراءات عرضت عليه..

وحين وصلوا إلى صنعاء بدؤوا بتهميشه..

لم يبع المشترك (وكان أحد الفاعلين الرئيسين فيه) للسلطة ولصالح، وحين وصل المشترك إلى السلطة كان غاية ما استفاده معهم وزارة غير عاملة..

ثم لم يبع صالح للسعودية، على رغم الهوة الشاسعة بينه وبين صالح ورغم استهدافه الجاري هذه الأيام من بعض إعلاميي المؤتمر.

وما الذي يأخذونه على هذا السياسي الذي اتخذوا منه “نصعاً” دائماً؟!

لم يكن، قبل منصبه الأخير وقبل منصب وزير الدولة أيام باسندوة، متقلداً أي منصب حتى يكون فاسداً.

و مع ذلك ينال من التهم ومن سوء التقدير كما لو كان علي محسن الأحمر ذات نفسه.

ليس بيني وبين زيد غير تواصلات نادرة، تكاد تكون سنوية، لا تربطني به مصلحة، وتفرق بيني وبينه الكثير من الخيارات والمواقف والآراء التي أخالفه فيها قطعاً..

ولكني هنا أنصر مظلوماً فحسب.

ولا أسوأ، ولا أفدح ظلماً، من أن يتواطأ السياسيون والإعلاميون، على إسقاط سمعة شخصيةٍ ما، أو تصفيتها معنوياً، لمجرد أنهم قادرون على ذلك، أو لمجرد أنهم ليس لديهم ما يفعلون.

خافوا الله وخفوا على الناس شوية..

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى