إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

بعد تسرب الخطة الامريكية للهجوم على ميناء الحديدة .. كيف ستكون المشاركة الامريكية في الهجوم ومن أين سينطلق..؟

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

قال موقع TTU الفرنسي ان الولايات المتحدة تخطط لتقديم مساعدة ضخمة للسّعودية في اليمن، و انها ستكون في صورة التزويد بالاسلحة و المعلومات الاستخبارية و الضربات بطائرات بدون طيار، و كذا المساعدة في السيطرة على بعض المواقع.

يأتي هذا الطرح شبه المفصل للموقع الفرنسي بالمخطط الامريكي ليمثل تسريبا لسيناريو الهجوم على الحديدة و مينائها، و انه سيكون كبيرا و ليس كما هو متوقع حاليا.

و بحسب ما اورده الموقع الفرنسي ان الولايات المتحدة تخطط، و ذلك يعني ان القرار قد اتخذ و بدأت مباشرة الخطوات التنفيذية للمساعدة التي ستقدمها للتحالف السعودي و لم يعد الامر في مرحلة الدراسة.

منذ مابعد زيارة ولي ولي العهد السعودي بدأ الحديث عن توسيع الدور الامريكي في الحرب العدوانية التي تشن على اليمن، و لكن وصف هذه المساعدة بالضخمة من قبل الموقع الفرنسي يعني ان توسيع المشاركة الامريكية سيكون كبيرا و قد يكون مفاجئا.

تحدث الموقع الفرنسي عن ثلاث صور للدعم الامريكي الذي ستدخل به الولايات المتحدة الحرب العدوانية على اليمن بشكل مباشر، و هذه الثلاث سبق الحديث عنها من اكثر من مصدر، و هي زيادة بيع الاسلحة و المعلومات الاستخباراتية و الضربات الجوية بدون طيار، لكن الموقع اضاف صورة رابعة هي السيطرة على بعض المواقع.

البنتاجون تحدث قبل يومين عن ان القوات الامريكية سيكون لها تواجد محدود على الارض في اليمن، و بالتالي فالتدخل بقوات امريكية هو امر مخطط له في الحرب العدوانية على اليمن، و ما اورده الموقع الفرنسي من المساعدة في السيطرة على بعض المواقع يدعم ان هناك قوات امريكية ستتدخل في اليمن خلال المرحلة القادمة و في مهاجمة ميناء الحديدة تحديدا.

اقتراب البوارج الامريكية قبالة ساحل ميناء الحديدة قبل ايام  لمسافة غير مسبوقة و وصول طائرات الشحن الامريكية حاملة اسلحة ومعدات و مصطحبة خبراء عسكريين الى عدن قبل اسبوع، كل ذلك يأتي ضمن ترجمة ما اورده الموقع الفرنسي من التخطيط لمساعدة التحالف السعودي في اليمن.

الحديث عن المساعدة بتوفير السلاح تعني زيادة الصفقات المقدمة للتحالف السعودي كما و نوعا و تقديم اسلحة نوعية غير مقدمة للتحالف السعودي من قبل، هو امر متوقع في ضوء الدخول المباشر للولايات المتحدة في العمليات القتالية من جهة، و في ضوء وصول خبراء و قوات بحرية، ما يعني ان دخول اسلحة نوعية للمعركة لا قيود عليه فالقوات الامريكية مشاركة، و هي من ستستخدمها في المعركة و بهكذا اجراء سيتم مجاوزة محاذير  تسليم نوعيات معينة من الاسلحة لقوات التحالف السعودي مباشرة.

المعلومات الاستخبارية هي احدى صور الدعم اللوجستي التي اعلنت الولايات المتحدة تقديمها للتحالف السعودي منذ بداية حربه العدوانية في اليمن،  و مشاركة القوات الامريكية في عمليات قتالية مباشرة في اليمن تبعا لتوسيع حجم مساعدتها تعني ان الدعم بالمعلومات الاستخبارية سيكون اكبر و يمكن تصور حضوره في العمليات غير محدود لاعتبار المشاركة المباشرة للقوات الامريكية.

تستخدم الولايات المتحدة الطائرات المسيّرة في اليمن منذ وقت مبكر لكنها كانت في إطار ما تسمية “الحرب على الارهاب” لكنها لم تدخل في عمليات التحالف السعودي بتوجيه ضربات، و ان كان هناك معلومات موثوقة عن دخولها في الدعم اللوجستي من عمليات رصد و استخبار و معلوماتية مختلفة، و بتوسيع الولايات المتحدة مساعداتها للتحالف السعودي ستدخل الطائرات بدون طيار العمليات القتالية في اليمن ضمن عمليات التحالف السعودي الى جانب تدخلها القتالي، فيما يسمى “الحرب على الارهاب”.

المساعدة في السيطرة على بعض المواقع بحسب الموقع الفرنسي سيكون في مقدمتها الهجوم على ميناء الحديدة الذي ستشارك فيه الولايات المتحدة بتدخل قوة عسكرية امريكية لم تحدد صورة هذا التدخل بعد، لكن طبيعة المعركة تجعل احتمال التدخل بقوة امريكية في مهاجمة ميناء الحديدة يأخذ شكل الهجوم المتفرق و السريع ثم الانسحاب و قد يصل الى حد التموضع على الارض في حال تهيئو ظروف أمن هذه القوات.

لم يورد الموقع الفرنسي غير صور المساعدة الاربع لكنه قدم معلومات تحمل صورة خامسة، و بحسب المؤشرات  ستكون هي الاهم بين صور المساعدة التي ستقدمها الولايات المتحدة مع انه لم يوردها اي مصدر بصورة صريحة، و هي القصف الجوي و البحري للحديدة و مينائها.

بحسب الموقع ان قوة اماراتية ستهاجم الحديدة و مينائها لكن ذلك لن يكون الا بعد التمهيد الجوي من قبل القوات الامريكية، و هو امر ينسجم مع طبيعة العمليات العسكرية الامريكية في اي مكان، لكن يظل الحديث عن تقدم قوات اماراتية بمستوى شن هجوم بري هو امر مستبعد لاعتبار عدم تواجد قوة اماراتية في اليمن حاليا بالحجم المطلوب لهجوم واسع كهذا، و عدم استعداد الامارات للتدخل بقوة اكثر من قيادات للمعارك بعد الضربات المؤلمة التي تلقتها قواتها في اليمن.

تدرب الامارات جنود يمنيين منذ فترة وتعيدهم للقتال تحت قيادات اماراتية كما حصل من قبل في معركة المخا، و هذا الاسلوب هو الذي قصده الموقع عند الحديث عن هجوم قوة اماراتية على الحديدة و مينائها على الارجح، و ما يعزز هذا الترجيح هو  ما ورد من انباء عن وصول كتيبة مما يسمى “قوات النخبة التهامية” قادمة من معسكر تدريبي اماراتي في مصوّع بارتيريا، و ذلك الى المخا و في ظل التصعيد العملياتي للقوات السودانية الايام الماضية و كون هذه الكتيبة مما يسمى “النخبة التهامية” يمكن القول ان ذلك ضمن الترتيبات لما قال عنه الموقع الفرنسي انه هجوم اماراتي سيتلو قصفا جويا امريكا للتمهيد لتقدمها باتجاه الحديدة و مينائها.

كمران قاعدة انطلاق

تصعيد الضربات الجوية خلال الفترة الماضية لجزيرة كمران القريبة من الحديدة تعطي انطباع ان هناك هجوم سيكون باتجاه الجزيرة و استخدامها كأرض لتموضع القوات المهاجمة و احد مراكز المعارك باتجاه الحديدة و مينائها. و ارتفاع وتيرة العمليات الهجومية في جبهتي حرض و ميدي هو ايضا مؤشر على ان الهجوم ايضا سيكون من اتجاههما كذلك، و ان التحرك البري باتجاه الحديدة سيكون من جهة المخا و جهة حرض و ميدي و كذا من البحر من كمران باتجاه الميناء بقوة هجومية  بحرية.

تصريحات العسيري اليوم الجمعة 14 / ابريل / 2017 م  التي تحدتث فيها ان وضع ميناء الحديدة غير مقبول ولابد من إعادته الى ما يسميه “الشرعية” هو حديث تكرر كثيرا ما يشير الى ان القرار بمهاجمة الحديدة و مينائها لا زال هو قرار التحالف السعودي المتشارك مع الولايات المتحدة و أن كل المعارضات و التحذيرات الاممية و المنظماتية و الدولية من الاقدام على خطوة كهذه و ما سيترتب عليها من تفاقم حاد  للكارثة الانسانية في اليمن ليست محل اعتبار لدى التحالف السعودي و الولايات المتحدة الامريكية،  و ان الاعداد لما خطط له من المساعدة الامريكية الضخمة حد قول الموقع الفرنسي و ما خطط له كذلك لمعركة الحديدة هو ما يتم العمل عليه حاليا و وصولا للهجوم و دون النظر مطلقا لما سيترتب عليه بحق المدنيين.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى