العرض في الرئيسةفضاء حر

مع رجل الأمن الرسمي وضد عجرفته وهمجيته

يمنات

صلاح السقلدي

لا أحد يستطيع أن ينكر أو يكابر بوجه الحقيقة التي تؤكد أن قوات الأمن في عدن – رجال الأمن المنضوي بالمؤسسة الأمنية الرسمية أقصد-أرتكبت وترتكب تجاوزات عديدة بقصد أو بدون قصد ,منها مسألة الاعتقالات وطرق اتّـباعها, ووجود معتقلات غير رسمية يقبع فيها بعض المشتبه بهم,ويعتري عملها كثير من الهوشلية في ظل غياب متعمد ومريب لأجهزة النيابة العامة واستمرار إغلاق المحاكم واستمرار تغييب دور مراكز الشرط وكوادرها, فالاعتراف بالخطأ هو الخطوة الأولى لتصحيحه. ولكن هل رفع السلاح بوجه الأمن واقتحام مقراته وسجونه الرسمية واخراج معتقلين بقوة السلاح وتحويل المدينة الى كومة رعب تصرف سليم ؟.هل هكذا حماقة ستنصف مظلوما وستستميل تعاطف العامة والمنظمات الحقوقية معه وترفع عنه مظلَـمة؟.!

لا يمكن تفهّم هذا أبدا خصوصاً حين تكون المطالب إطلاق سراح معتقل أو معتقليَـن لم يمر على اعتقالهم سوى ساعات أو أيام بالكثير( هنا اتحدث عن المعتقلين بأماكن أمنية معروفة ومشروعة وفي ظروف انسانية مكفولة), في ظل أوضاع استثنائية مضطربة, ومحاولات بائسة تستهدف حرف حقيقة ما يجري عن سياقه الصحيح وتفسيره تفسيرا خبيثا لا تترد القوى الحزبية والسياسية المختلفة أن تلتقطه .

ففي الوقت الذي نقول أن حقوق وكرامة المواطن يجب أن تُـصان وتُـحترم فأن توفير الأمن هو السبيل لصيانة هذه الغاية, والكل معني بتوفيره ومساعدة القائمين عليه. ومَــن يتعـدّى على أمنهم فهو بالتأكيد يتعدّى على حقوقهم وكرامتهم, والعكس صحيح.

غياب الأمن واشاعة الفوضى مهلكة وضياع للجميع دون استثناء ومن يعتقد غير هذا فهو إما غبي أو أجير ساذج.

فلا يستقر حُـب عدن (وغير عدن) بقلب انسان يريد لها الخوف والفوضى والضعف. سأقف مع رجل (الأمن الرسمي) أياً كان انتمائه الحزبي والسياسي والجغرافي والفكري, وسأقف بدون ادنى تردد بوجه عجرفته وهمجيته ,مثلما لن أتردد أن أتضامن بكل لغات العالم مع كل شخص يطاله ظلم وأذى هذا الرجل الأمني اياً كانت انتمائاته الفكرية والسياسية والجغرافية , بذات القدر الذي لم ولن أتردد فيه أن اتصدى جنبا الى جنب مع هؤلاء الرجال بوجه كل من يعمل على اثارة الفوضى والبلطجة المسلحة ويثير الفتن ويسعى لتمزيق نسيجنا الوطني بعدن وغير عدن.

جزء كبير من المشكلة التي تعصف بنا اليوم يتمثل بعدم معرفتنا لوضعنا الراهن: هل نحن في حالة حرب وبوضع حالة طوارى يتيح ذلك للأمن اتخاذا اجراءات استثنائية لمجابهة التهديدات ومنها العمليات الارهابية, أم نحن بوضع سلم يضع الكل تحت طائلة القانون وعلى رأسهم السلطات الرسمية ومنها سلطة الأمن.!!

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى