العرض في الرئيسةفضاء حر

الديكتاتور الباطني والعفششة..!

يمنات

فكري قاسم

قبل أسبوع، حسيت حالي تعبان وجسمي كله مقطقط، عملت فحوصات بالمجان عند واحد صاحبي معه مختبر، وأخذت النتائج وقلت شاروح عند دكتور يشوف مالي. ومن حسن حظي إن الدكتور الباطني اللي رحت لا عنده طلع يعرفني، ومسرع ما شخص حالتي حتى قبلما يشوف نتائج الفحوصات وتخطيط القلب اللي سملتهن له، وشاف إسمي داخلهن وقلي:

– إنت فكري قاسم، الصحافي.

– أيوه يا دكتور، أنا هوه.

رديت وأنا فرحان، وبكم هيه لما يعرفك الدكتور، يعني علاجك مضمون وعادنا ما كملتش افتخر بنفسي إننا مشهور إلا وسمعته يقلي:

– لكن إنت عفاشي يا خي.

– لا والله.

– إلا إلا، داخلك عفاشي كبير بس تغالط!

هكذا شخص حالتي فيسع، حتى من دون ماي شوف فحص الدم! قد يطلع عندي ملاريا والا حزازة مثلاً وما يكونش عفاشي. وأغلب الظن إن الطب الآن قد تطور وماعادوش هاضاك الطب حق زمان، اللي كان الواحد يجلس يراعي لنتيجة الفحص أيام، ما اليوم إلا قطبه. ومدراكم الله إن الديكتاتور الباطني هذا يكون قد عمل لي أشعة محورية من أول ما بديت عليه، وطلع إن بيني عفاشي وأنا شجلس أكارح وأنكر وأقوله يمكن حزازة في المعدة أو شي من هذا القبيل.

و أما صاحبي المخبري فأنا الصدق زعلان منه قوي بصراحة. عمل لي كل الفحوصات اللازمة وناولني أوراق النتيجة من دون حتى ما يقلي إن عندي أعراض عفاشية؛ يمكن عشان ما يصدمنيش، الله أعلم.

المهم روحت يومها مهموم بحالتي الصحية المتدهورة، وأنا مُخبي وخايف لا يقرروا لي عملية لا سمح الله، وصلت البيت هاذاك اليوم وأمي قلقانة تسألني:

– هيا ما قلك الدكتور؟

انا الحمد لله، وضعي حلو، هي شوية عفششة في المعدة ما هي شيء..

– ما بوشي … قال بيني عفاشي في المعدة … بس الحمد لله عاده بأوله ويمكن نلحقه.

– مله وما قلك من إيش جالك..؟

– الظاهر إنه من الرز والسحاوق، قال الدكتور إنك بتزيدي العفششة بينهن، ونصحني تكوني تعملي لي كل يوم الصبح حبتين عفاش مفور لوحدهن، لا تخلطيهن لا مع الرز ولا مع السحاوق، لأنك لما تخلطيهن مع الرز وأزيد أشرب بعدهن قلص ماء يعفشين داخل معدتي لوما اعتفش عندي القولون.

قلت شاقول لامي الصدق وما عدشاخبي حالتي عليها ولا على أي مخلوق. أحياناً الإنسان يتخاوش ويخبي على الدكاترة حالته الصحية خايف من الإبر. وانا افتجع من الإبر بصراحة، حتى لو يطلع عندي عفششة في الدم والا في الدماغ حرام ما اضرب ولا إبره، إلا لو شروب سهل، شزغف أبوه وما يقع شيء، أما إبر مستحيل.

أعرف واحد ما كانش يأكل سحاوق أبداً ولا يقرب الرز، و فجأة قالوا طلع عنده عفاشي بالحلق، وماعد قدر حتى يتنفس وقرروا له إبر، وهو ذاك لليوم ساع الأعجم. تقوله كيف حالك يا فلان..؟ يقول: ياخي الإبر تعبني، لو به شروب انه أحسن.

و اعرف واحد ثاني يا رحمتاه له، جاله العفاشي بالمفاصل وهو يمشي في الشارع، وقد عرضوا حالته على كم من دكتور وما فيش فايدة، وكلما يسير بقعة يقولوا له ارتفعت عندك نسبة العفششة في العظام ولازم يودوه الخارج يتعالج، وهوذاك مرجوم في بقعته لليوم ولا عد يقدر يحترك من كثر الإبر.

انا الحمد لله، وضعي حلو، هي شوية عفششة في المعدة ما هي شيء. يقع كل يوم قلص ماء مفور على الريق، مع الإلتزام بالعلاج على شوية حمية غذائية وشرجع ساع البمب. ويا رحمتاه للذي بينهم عفششة في الجلد، تختلس جلودهم ومابوه من يقول ربي الله.

قبل 2011 طبعاً، ما كانش هذا المرض منتشر مره في مجتمعنا، لكن اللوثة الثورية اللي حصلت هاذيك الأيام خزقت طبقة الأوزون، وبعدى خزوقت بقية الطبقات والفئات قدامها طريق طريق حتى تحولت، مع الوقت، بسبب شلة “حيا بهم حيا بهم” إلى مرض معدي وخطير، ومش أي دكتور يقدر يكتشفه أو يشخصه بسهولة، إلا إذا كان “ديكتاتور باطني” محنك، ساع هاضاك الطبيب الذي نبع لا داخلي واكتشف الحالة فيسع فيسع، وقرر لي علاج قد لي أسبوع بين استعمله واحس إن حالتي الآن أشكل والحمد لله.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى