العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة (95) .. الوطنية في سوق النخاسة

يمنات 

أحمد سيف حاشد

(1)

الهنود الحمر بيدوا على أيدي المحتلين مدعيين الحضارة والتقدم ولم يرحبوا بالمحتل وحضارته، فيما بعض الجنوبيين يرحبون بالمحتل الغارق بالتخلف والبداوة والأنانية والتعالي المملوء فراغا وخواء .. فمن يرحب بالمحتل لمجرد المال وما في النفس من ضغينة لا يحق له أن يدّعي انتماؤه لشم الأنوف ولقامات تطال شماريخ الجبال طولا واعتزازا.

(2)

يبيعون الوطن بدراهم .. يستجلبون العدوان لقتل شعبهم وتدمير يمنهم نكاية بخصومهم .. والأكثر من ذلك يجعلون من مشيخه لازالت تحكم وتعيش الحكم الوراثي جسر عبور للمستقبل لا يستحق مستقبل ولا وطن..

(3)

الشعور الوطني عند البرجماتيين منخفض جدا، وقابل للبيع والشراء كسلعة، وتجهز عليه الدراهم بسهولة ويسر، ولديه الاستعداد المبتذل لبيع الشعب والوطن والمستقبل بثمن بخس لا يساوي في أفضل الأحوال راتب شهري وقيمة حذاء قديم.

(4)

الحروب تنتج القسوة وتشوّه الوعي وتخرّب الوجدان وتستثير العصبيات وتدوس الاخلاق وتجرّد الفرد من الضمير وتحوله إلى أداة وبياده تدوس الانسان والقيم والحياة..

(5)

كثير من أبناء الجنوب المخدوعين بالإمارات كانوا يعتقدون أنها ستهديهم الاستقلال الناجز والتام أو الانفصال ..
ولكنها فصلت سقطره عن الجنوب..
إنه الغباء والوهم والتعلم بكلفة وطن..
سقطره رئة اليمن يحتلوها ويستثمرونها الإماراتيين حد العهر ..

(6)

في لحج القمندان وفيصل علوي وحسن عطا والزبيدي.. اليوم ممنوع الغناء فيها..
جاري تحرير الجنوب وحوطة الفن من الفن، واستبدال الفن بتنظيم القاعدة وداعش..
يا نعمة الله دومي حد الحزن والبكاء والندم الذي لا يغتفر..
أين الذين كبروا وهللوا وغنوا ورقصوا للتحالف..؟!!
حاضرة الغناء والمدنية في الجنوب بعد التحرير صارت يصول ويجول فيها داعش والقاعدة .. يجزان رأسك إن طربت الناس بفرح أو أغنية..

(7)

لقارعين الطبول ..
قبل عامين عندما كان الجميع يدق طبول الحرب ويتدافعون إليها كوليمة كنت أصرخ لا تجروا تعز للكارثة ولكن صوت الطبول وحدها هي من كانت تسمع ولم يرق لأحد سماعي في حضرت الطبول..

قبل عامين ومثل هذا اليوم كتبت ناصحا:
لا تحولوا تعز لساحة صراع .. لا تجروها للكارثة .. لا تنفذوا رغبة أعداء الوطن الذين يسعوا لتحويل تعز إلى مكان لتصفية الحسابات أو تحويلها لساحة صراع دامية ..

(8)

تعز ستكون الفصل الأخير في أي حل..
تعز مستنقع سيدوم طويلا ..
تعز إرهاب وانتقام ومُخرج رديء وبشع يريد لها هذا الدور المُكلف والطويل..
هكذا تكون النتيجة عندما تُفرِّط نخب تعز بالوطن والدولة والقانون مقابل المال ومصالح الجماعات والأحزاب والأفراد ووعود الخارج الكاذبة..

(9)

تعز والوطن يحتاجون دولة ..
يحتاجون إنفاذ قانون ونظام .. لا عبث وقتلة ونهابه ومليشيات كارثية على تعز والوطن..
هكذا تكون النتيجة عندما تفرط نخب الساسة بالوطن والدولة والمستقبل..

(10)

شكرا علي ناصر وكل الذين يرفضون بيع الوطن في زمن البيع والعهر السياسي..

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى