العرض في الرئيسةفضاء حر

العدوان الامريكي على سوريا ليس الأول ولن يكون الأخير

يمنات

عبد الله محمد الدهمشي

سوريا, ضحية العدوانية الامريكية عل الحق القومي للأمة العربية منذ تاريخ بعيد, وليست وحدها الضحية الدائمة لهذه العدوانية, فهي جزء من أمة عربية مستهدفة بالعدوان الثابت والدائم في السياق التاريخي للصراع العربي – الصهيوني, وما قام عليه من استراتيجيات استعمارية ابتدأت بسايكس بيكو وتأصلت بوعد بلفور, واستمرت ثابتة على تأمين الكيان الصهيوني من أي أخطار تتهدد وجوده في فلسطين المحتلة من جوارها العربي من المحيط إلى الخليج.

جريمة الأسلحة الكيميائية في خان شيخون السورية, ذريعة للعدوان الامريكي على سوريا, وهي جريمة مدبرة لتبرير العدوان, لا تختلف في كثير أو قليل عن أكاذيب استندت عليها العدوانية الامريكية, قديماً وحديثاً لتبرير عدوانها على أقطار عربية, كما جرى في أسلحة الدمار الشامل التي استندت إليها واشنطن لتبرير غزوها العسكري للعراق في العام 2003م, وإخضاعه للاحتلال العسكري المباشر, وكما هو في تبرير العدوان الأطلسي على الجماهير الليبية في 2011م, وعليه فالقصف الصاروخي الأمريكي لقاعدة جوية سورية صباح 7 أبريل 2017م ليس العمل العدواني الأول, ولن يكون الأخير, ما دام الصراع العربي – الصهيوني صراع وجود ومصير.

في 17 مارس 2017م, شنت طائرات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة الإرهاب في العراق وسوريا, غارات جوية على أحياء سكنية في الموصل, سقط فيها المئات من المدنيين قتلى, حيث أبيدت عائلات بأكملها في منازلها, وتقول التقارير الأممية, إن عدد القتلى بلغ حوالي الـ 500 قتيل في تلك الغارات.

لم ينظم الإعلام الدولي والعربي حلمة إخبارية تضامنية مع هذه الجريمة التي وصفتها منظمة العفو الدولية, بأنها “واحدة من أكثر الهجمات دموية منذ سنوات”, وتفيد تقارير حقوقية بأن عدد القتلى المدنيين في الموصل الذين تم توثيقهم وتسجيلهم تجاوز 3846 شخصاً منذ بداية معارك تحرير الموصل منتصف أكتوبر 2016م.

في جريمة السلاح الكيميائي بخان شيخون, تم اتهام الجيش السوري وادانته بسرعة, ومعاقبته بأسرع مما تتطلبه العدالة من توثيق واثبات, وهي جريمة مدبرة لتجريم القيادة السورية والحكومة القائمة, أولاً, وثانياً لتبرير العدوان المدبر قبل ذلك لأهداف سياسية محددة بالصراع الدولي في المنطقة العربية, وبالصراعات المحتملة في شرق آسيا ومع كوريا الشمالية.

لن تتوقف العدوانية الأمريكية عن تكرار ما اعتادت على فعله بنفسها أو بوكلائها في المنطقة العربية, وفي مقدمتهم, الكيان الصهيوني الذي لم يتوقف عن العدوان على سوريا منذ قيامه كثكنة استيطانية عام 1948م فهذه العدوانية استراتيجية ثابتة في التاريخ الحديث للسياسة الامريكية تجاه الوطن العربي عموماً, وتجاه الأقطار المتمسكة بالحق العربي للأمة والرافضة للهيمنة الامبريالية ومقاومة العدوانية الصهيونية.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى