العرض في الرئيسةتحليلات

ما وراء لقاء “محمد بن سلمان” بمشائخ من اليمن في الرياض..؟!

يمنات

عبد الوهاب الشرفي

استدعت السلطات السعودية عدد من المشائخ اليمنيين الموالين لها الى لقاءات جمعتهم بعدد من الامراء السعودين ذوي الصلة بالحرب العدوانية على اليمن، و كذا قيادات عسكرية و استخباراتية سعودية وتكللت تلك اللقاءات بلقاء مع ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

دخلت الحرب العدوانية للتحالف السعودي في اليمن عامها الثالث و في ذات الوقت دخلت مرحلة جديدة عنوانها المشاركة الاوسع للولايات المتحدة الامريكية مع التحالف السعودي في الحرب على اليمن، و هي مرحلة مختلفة عن المرحلة السابقة التي كانت في عهد الرئيس الامريكي السابق باراك اوباما من حيث مستوى و نوع الدعم المقدم قتاليا و لوجستيا، فهناك اسلحة نوعية ستقدم لم تكن قد قدمت من قبل، و هناك دعم استخباراتي و معلوماتي اوسع، و هناك مشاركة في ادارة العمليات بخبراء عسكريين امريكيين مباشرين.

الواضح ان قرار ترامب تدشين حروبه الباردة مع ايران من اليمن هو التوجه القادم للادارة الامريكية، فتصريحات البيت الابيض واضحة في هذا الاتجاه و هي تلتقي مع هوى التحالف السعودي الذي يشن حربا عدوانية دخلت عامها الثالث في اليمن بشكل محوري.

و الواضح حتى الآن ايضا ان التدشين للتشارك الامريكي التحالفي الاوسع في اليمن سيكون من معركة الحديدة، فحديث الجميع امريكيا و سعوديا و اماراتيا مسلط باتجاهها ويؤيده التصريحات و البيانات الاممية المحذرة على استحياء من الكارثة الانسانية التي ستترتب على ذلك.

الاستعدادات جارية بوصول قطع عسكرية امريكية للمنطقة و بشحنات عتاد و اسلحة و خبراء وصلوا الى ميناء عدن قبل ايام و بتزويد التحالف السعودي بشحنات اسلحة نوعية و بتسوية جارية لمسرح المواجهة على قدم وساق في محافظة الحديدة و على طول الشاطئ الغربي لليمن، فلا تكاد الضربات الجوية بالطئرات الحربية او العمودية تتوقف.

كان محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي قد زار الولايات المتحدة، و كان الملف اليمني واحد من اهم الملفات محل البحث مع الادارة الامريكية و عاد منها لتبدأ ارهاصات اخراج ما اتفق عليه الى الواقع، فقد ظهر زخم للتحركات في اتجاهات عدة للتمهيد للمرحلة الجديدة من الحرب العدوانية على اليمن بمشاركة امريكية اوسع.

تصريحات مسئولي البيت الابيض و حراكهم في الكونجرس و البنتاجون لرفع مستوى الدعم للتحالف السعودي في اليمن، طلب التحالف اشراف الامم المتحدة على المساعدات الانسانية في ميناء الحديدة و زيارة ناطق التحالف الى بريطانيا للالتقاء بعدد من المسئولين هناك و إلقاء عدد من المحاضرات عن حرب التحالف السعودي في اليمن، و اجتماع الجنرال علي محسن نائب هادي بقيادات ما يعرف بالجيش الوطني (قوات هادي)، و وصول طائرات شحن عسكرية كبيرة الى مطار عدن، و رفع وتيرة القصف على طول الساحل اليمني و التركيز على جزيرة كمران، و اخيرا معاودة مطالبة التحالف السعودي للامم المتحدة بالاشراف على المساعدات الانسانية في ميناء الحديدة و ابلاغها كذلك بأن منافذ اخرى باتت جاهزة لاستقبال المساعدات و الواردات الى اليمن و استدعاء عدد من المشائخ و لقائهم مع ولي ولي العهد السعودي، و كلها تلك هي فعاليات مترابطة و تتجه باتجاه المرحلة الجديدة للحرب العدوانية على اليمن.

استدعاء هؤلاء المشائخ في هذا التوقيت بالذات و اللقاءات التي رتبت لهم و طبيعة الحديث الذي القاه بن سلمان عليهم جميعها تعطي دلالة واضحة ان استدعائهم يأتي في سياق الترتيب للمرحلة الجديدة للحرب العدوانية على اليمن و التي سيصبح ترامب فيها اوسع مشاركة.

تزامن الاستدعاء للمشائخ بارهاصات تدشين المرحلة الجديدة من الحرب العدوانية هو امر واضح، و نوعية اللقاءات مع امراء سعوديين ذي صلة بالملف اليمني و بقيادات عسكرية و استخباراتية سعودية تعني ان التنسيق معهم تم في ادوار عسكرية أو مساندة للتحالف السعودي للمرحلة الجديدة القادمة.

طبيعة الخطاب الذي القاه ابن سلمان كذلك كان اشبه بخطاب تعبوي و تدشيني للمرحلة الجديدة، و كان خطاب حرب بامتياز فقد تحدث عن الاستهداف للعرب في اليمن التي هي عمق الامة العربية، و يقصد بذلك ما يديدن عليه التحالف منذ عامين و هو الدور الايراني في اليمن، و كذا التحفيز للمشائخ و عناصرهم بأنهم رجال اذا قاتلوا لم يغلبوا و لا يتوقفون الا في دار العدو و انهم لايحتاجون لمساعدة اساسا، و كذا العهد بالاستمرار في دعمهم الى النهاية في خير أو في شر، و ان هذه المساندة ليست من السعودية وحدها و إنما مما يسمى بـ”التحالف العربي” ككل.

ربط كلما سبق مع بعضه يعطينا انطباع قوي ان هناك اعداد واسع يتم باتجاه الحرب على اليمن، و ان ما يعد له ليس فقط باتجاه معركة الحديدة و ميناءها، و انما هو مرحلة جديدة من الحرب العدوانية على اليمن، و ستدشن من الحديدة و لكنها ستتوسع سريعا لتشمل الضغط في مختلف الجبهات بما في ذلك محيط صنعاء، و كل ذلك في محاولة لاحداث تغير جذري في معادلة ميزان القوى التي سادت على مدى العامين الماضيين من عمر الحرب العدوانية على اليمن.

المصدر: الغاية نيوز

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى