العرض في الرئيسةفضاء حر

إلى أين تسير تعز اليوم..؟

يمنات

محمد القاعدي

جغرافياً كنت أعول كثيراً على محافظة تعز لإفشال مخطط التقسيم، ومواجهة الخطاب المناطقي، كون أبنائها يتواجدون في كل القرى والمناطق اليمنية.

كنت اعتقد ان الحالمة هي الرافعة لمشروع الدولة المدنية لما يتمتع به أبنائها من ثقافة و وعي سياسي، إلا انها وللأسف الشديد دخلت نفق المناطقية وجاهر به بعض مثقفيها وسياسييها.

غرقت الحالمة تعز في الفوضى والانفلات والجريمة وهي قلعة الثقافة والتنوير، لا يكاد يمر يوم الا ونسمع عن جريمة والضحية كالعادة، مدني والقاتل احد عناصر الجماعات المسلحة التي باتت تنتشر في شوراع المدينة دون رادع.

دخلت القاعدة وفكرها الدخيل إلى محافظة تعز من بوابة العدوان وبلباس المقاومة، و إلا لما استقبلها ابناء تعز وهم الاكثر علماً وثقافة و وعي، صُدرت القاعدة الى المدينة الجميلة التي كانت تحتضن كل اليمنيين من مختلف المناطق ومن كل القوى السياسية والمشارب الدينية، بهدف قتل مشروعها المدني واشغالها عن القيام بدورها التنويري.

المراقب للوضع في تعز بات يتساءل لماذا كل المؤسسات الثقافية والمقار الحزبية تم احراقها..؟

و لماذا دمر الطيران السعودي قلعت القاهرة التاريخية..؟ و هي رمز المحافظة وووو، ما يؤكد ان العدوان يسعى لطمس الارث التاريخي والثقافي لقلعة الثقافة اليمنية. 

تعز المدينة اليمنية الأحب لديّ، اغلب اصدقائي من ابنائها والكثير منهم كانوا زملائي في الجامعة والعمل، انقسموا مؤخراَ واصبحوا وقوداً لطرفي الحرب، فلا يكاد يمر شهر الا واسمع خبر وفاة احدهم .. “يا للحزن”..

قاتل بعض ابنائها في صف تحالف العدوان السعودي وقاتل البعض بجانب الجيش واللجان، و لكن الخاسر الاكبر في ذلك القتال هو سلم المدينة وابنائها..

دفعت تعز فاتورة باهظة من الدمار والخراب واصبحت مسرحاً لحرب لا يمكن لاحد ان يكسبها غير تجار الحروب..

ليس من مصلحة القوى اليمنية و لا ابناء تعز ان تستمر الحرب فيها فقوى العدوان اكتفت بما حققته ادواتها، فلاهي استطاعت تطهير المدينة مما اسموهم بالحوثيين ولا امنت المناطق الخاضعة لسيطرتها، فاصبحت تعز بكل مديرياتها تنزف وهذا ما تريده السعودية لها.

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى