العرض في الرئيسةفضاء حر

اردوغان هو ترامب السني

يمنات

حسين الوادعي

لا زالت الظاهرة الأردوغانية قادرة على فضح الوعي السياسي المتدني لأنصار الاسلام السياسي بتنويعاته.

اردوغان هو “الولي الفقيه” السني الذي يحلم الإسلاميون السنة بالخضوع لحكمة الذي يفترض ان يكون بعثا لمجد الخلافة.

وهم ينتظرون بفارغ الصبر التعديلات الدستورية التي ستحوله من رئيس الى حاكم مطلق، ثم من حاكم مطلق الى خليفة متوج على قلوب الملايين.

اردوغان هو “ترامب السني” وهو تنويع إسلامي لظاهرة الزعماء الشعبويين المتطرفين على شاكلة بوتين في روسيا وترامب في امريكا ولوبين في فرنسا. زعيم يسعى لبسط سلطتة المطلقة وتقييد الحريات السياسية والاعلامية وحشد المجتمع ضد “عدو” حقيقي أو وهمي.

اعتقل اردوغان 120 الف شخص على ذمة محاولة الانقلاب وفصل 2700 قاض، و211 الف معلم، واعتقل 112 صحفي وأغلق 18 قناة تلفزيونية و3 وكالات و23 راديو و45 صحيفة و15 مجلة في اكبر عملية اعتقال وفصل تعسفي في التاريخ.

كل هذه الممارسات تمت دون اظهار حتى دليل واحد على تورطهم في الانقلاب او اجراء محاكمة واحدة عادلة وموثقة.

يحتفظ اردوغان بعلاقات عسكرية قوية مع اسرائيل ويزودها بالاسلحة والتدريب العسكري عند الحاجة ، لكن هذا لا يمنع عبيد الخلافة من انتظار الخليفة العادل اردوغان الذي سيحكمه من جديد بنظام سياسي اثبت فشله وسقط قبل الف سنة مع سوط اخر خليفة عباسي.

لا يعتبر الاسلاميون العرب ما يجري داخل تركيا شأنا تركيا خالصا. انه بالنسبة لهم التمهيد لعودة الخلافة التي لا يمكن ان تتم قبل اسقاط الطبيعة العلمانية الديمقراطية للنظام التركي وعودة الخليفة المظفر بعد 100 سنة على الغاء السلطنة والخلافة على يد مصطفي اتاتورك.ي

حدث هذا بينما دول العالم تتحرك بقوة نحو الديمقراطية وحكم المؤسسات ولا تتسامح حتى مع قضية فساد صغيرة يرتكبها رئيس ناجح ومنتخب ديمقراطيا كما حدث في كوريا الجنوبية.
لا زال الطريق طويلا..

………

* من باب “توضيح الواضح” هذا المنشور ليس عن مواقف الاتراك تجاه رئاسة اردوغان، ولا عن المواقف الاوربية الاخيرة تجاه تركيا، ولكنه عن صورة الزعيم وتقديس الديكتاتور في الوعي العربي عموما ، ووعي “الاسلاميين” العرب خصوصا.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى