العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد غير مشفرة(84) .. العاهات التي أصابت الوطن في مقتل

يمنات

أحمد سيف حاشد

(1)

“العاهات” لا تصنع خطاب وطني .. “العاهات سبب خراب الأوطان”.

المناطقية والطائفية والانتماءات الصغيرة لا تبني وطن..

التمترس المناطفي والجهوي إفلاس مضاعف في المنطق والوعي والسوية..

(2)

عندما كنّا قبل الحرب نصرخ ضد الحرب وندعو للسلام والنضال السلمي كانت قيامتهم تقوم في وجهنا .. وكنا نُتهم بالتهم الكبار جزاف .. كنا نواجه عالم من مجانيين الحرب والمغرمين بها حد الجنون والهوس..

و عندما تتم التسوية السياسية التي يريدونها أو قبلها بقليل سنجد منظمات وشخصيات وناشطين وكثير من العاهات والنخب السياسية تتحدث عن أهمية السلام ـ المدفوع الأجر أو بدافع الأنا أيضا ـ والأهم أنه لن يُحاكم أحد شارك في قتل الشعب وتدمير صرح الوطن، بل جميعهم سيتقاسمون الوطن غنيمة.

سيتفرغ المنتصر لحصر غنائمه ويتفرغ المهزوم لتبرير حربه بل وتصوير هزيمته أنه انتصار مرتين، مرة في الحرب وأخرى في السلام، ولكنه مع ذلك سيكافأ هو الآخر بحكم جزء عزيز من الوطن المدمر .. وأكثر من ذلك إنهم سيمتدحون أنفسهم أنهم قبلوا المسؤولية في ظرف عصيب وسيتسامحون على أشلاءنا وجراحنا ودمنا المسفوك الذي لازال طريا وشاهد.

سيربح القتلة ومن غامر وقامر بالوطن .. أما نحن فعلى الدوام خاسرين وحاسرين..

نحن والوطن ضحايا في هذه الحرب .. وضحايا مرة أخرى على يد من يحكم بعدها باسم السلام كان منتصرا أو مهزوما.

(3)

تميز أنصار الله بمصداقيتهم ولكن ذهبت هذه المصداقية وحل محلها ما يجعل الريبة والشك سائد يسود..

كان لأنصار الله مظلومية فذهبت هذه المظلومية وانتقلوا إلى موقع الضد وصار لهم سجون وجلادين ونُهاب..

تميز أنصار الله أنهم جاءوا من خارج منظومة الفساد فذهبت هذه الميزة ليصير عز الدين أضرط من أخيه..

تميز أنصار الله أنهم مقاتلين أشدا ضد العدوان ومن قاتلهم، ولكن التسوية السياسية القادمة ستفقدهم شدة لم تنالها الحرب منهم.

(4)

كل من سرق أو رضي بسرقة ثورة 2011 أو وافق على المبادرة الخليجية وسوَّق لها، ورضي بوصاية دول الخليج على اليمن..

كل من شارك في خداع الشعب تحت مزعوم مؤتمر الحوار الوطني والتوافق والإجماع وتزييف الديمقراطية والإرادة والوعي وانتخاب هادي رئيسا لليمن..

كل من قبل أن تدخل المليشيات العاصمة صنعاء وما بعدها، وكل من دفع بالأوضاع نحو الحرب بدافع الطموح لتقوية موقف وأجندة حزبه أو جماعته على حساب الوطن أو بدافع الاستيلاء على السلطة أو بعضها بالحرب والقوة العسكرية..

كل من قامر بالوطن وأيد الحرب أو أصطف مع العدوان وشرعنه..

كل أولئك لا يستحقون أن يحكموا اليمن أو يمكثوا في الحكم يوما واحد..

كل أولئك لا تطهرهم نار جهنم.

(5)

كثير من المتشدقين والمتعنترين ممن يرهبون المجتمع الخائف باسم مقاتلة العدوان سينكشفون حد العري في التسوية السياسية القادمة والتنازلات الكبيرة التي قدموها وسيقدمونها لصالح دول العدوان وجرائمه بحق الشعب والوطن، وعلى حساب الأرض والسيادة والوحدة والمستقبل..

(6)

الفساد البالغ حد افساد القيم، والتسلط وأنانية النخب السياسية وعاهاتها، وسلبية أغلب المثقفين وهشاشتهم وانجراف معظمهم للعمل لصالح تلك النخب المرتهنة لأجندات الخارج، وتسيُّد الاستبداد على المجتمع الخائف يؤدي إلى هكذا حال من الدمار والخراب والقتل والمجاعة..

حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى