العرض في الرئيسةفضاء حر

حرب التعيينات والوظائف تدور في صنعاء

يمنات

محمد عايش

ثمة حرب أخرى، صامتة، تدور في صنعاء..

انها حرب التعيينات والوظائف بين الحوثيين والمؤتمريين.

امس، حكومة بن حبتور، وفِي اجتماعها الأسبوعي، ناقشت ما قالت انها اعتداءات طالت عدداً من وزرائها، مطالبة بإيقافها، ومحاسبة المسؤولين عنها.

الحكومة تقصد وزراء بعينهم تعرضوا لاعتداءات من قبل مسؤولين معينين من الحوثيين.

وقبل اجتماع الحكومة كان المجلس السياسي قد عمم توجيهاً لبن حبتور ووزرائه بإيقاف كافة التعيينات الجديدة التي تتم، طبقاً لتعبيره، خارج القانون والمعايير.

يتصارعون فيماهم مستهدفون بواحدة من أشرس حروب العالم المعاصر، هذا أولاً..

و حول مناصب ووظائف في جهاز وظيفي شبه منهار أو على وشك الإنهيار، هذا ثانياً..

وفِي مؤسساتٍ بخزائن مالية فارغة، هذا ثالثاً..

وعلى رؤوس موظفين بلا مرتبات من خمسة أشهر، هذا رابعاً..

ودون أن تقدم حكومتهم، منذ تشكيلها، أي إنجاز على الإطلاق، هذا خامساً وسادساً وواحد وعشرين.

صراع الحوثيين والمؤتمريين على المناصب والوظائف يؤكد المؤكد دوماً بشأن دولة اليمنيين، وهي أنها ليست دولة اليمنيين.

إنها فقط دولة من يمتطي ظهرها من أحزاب وجماعات. يصل هذا الحزب أو تلك الجماعة، فتكون المهمة الأولى تفصيل هذه الدولة على مقاس الوافدين الجدد، حتى لا يطولُ كمٌ ولا تقصر ياقة.

يستميت الحوثيون، في هذا الصراع، لأن الفترة والوضع، بالنسبة لهم، فرصة ليفهموا اللعبة وليسيطروا على مفاصل الدولة.

ويستقتل المؤتمريون لأن الفترة والوضع، بالنسبة لهم، فرصة لاستعادة نفوذهم وسطوتهم داخل جهاز الدولة، وبالتالي قوتهم الحزبية عموماً.

ليسوا عقلاء، وليسوا وطنيين، إنهم عصبويون، بنسخٍ متعددة فقط.

لم يفعلوا شيئاً في إدارتهم للدولة حتى الآن، غير الصراع.

لنا أن نتخيل إلى أي حد هم عديمو رُشد حين نعرف أنهم حتى اللحظة لم يشكلوا مثلاً “خلية أزمة” لإدارة الوضع الإقتصادي المنهار!!

بلى شكلوا، ولكن لجنة اهتمت فقط بتعديد مظاهر الحصار والخنق السعودي لموارد الدولة اليمنية واقتصادها، ثم انصرفوا إلى صراعاتهم منتظرين من العالم أن يتدخل، أو من السعودية أن تتعقل، أو فليحدث ما حدث!

متى غضب الله على هذه البلاد وتوعدها بأن تظل رهناً للعبث والعصبويات وانعدام المسؤولية… إلى يوم يُبعثون؟!

سؤال مهم

من حائط الكاتب على الفيسبوك

 للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى