العرض في الرئيسةفضاء حر

حرب ترامب ضد الارهاب واغراق الشرق الأوسط بالفوضى

يمنات

عبد العزيز ظافر معياد

وقعت القيادة المركزية للجيش الأميركي، في احراج جديد بنشرها(أمس الأول) الاثنين، مقاطع فيديو من أشرطة ضبطت في عملية الانزال التي نفذتها القوات الخاصة في نهاية يناير الماضي في البيضاء، ما تسبب في الغائها المؤتمر الصحفي، وذلك بعد ان نشرت قبل ذلك في اليوم التالي لتنفيذ العملية مقاطع سابقة للانزال البري، تبين لاحقا انها مقاطع قديمة صورت في افغانستان.

تضمنت مقاطع فيديو (أمس الأول)، درسا تعليميا للإرهابيين المفترضين بعنوان “افعل ذلك بنفسك”، موجه لـصانعي القنابل الطموحين، الذين يسعون لمهاجمة الدول الغربية، ولكن بعد ساعات، اعترف مسؤولين في البنتاغون أن أشرطة الفيديو هذه تعود إلى 10 سنوات مضت، حيث تشبه الرسائل التدريبية التي نشرها تنظيم القاعدة على الإنترنت في 2007.

هذا الامر يكشف زيف ادعاءات المسعور ترامب وادارته، واصرارهم على نجاح عملية البيضاء، رغم فشلها البين مع مقتل جندي امريكي وجرح اخرين واسقاط اباتشي تتجاوز قيمتها 70 مليون دولار، علاوة على الشهداء اليمنيين من المدنيين، فقد ارجعت سبب النجاح الى الحصول على كنز ثمين من المعلومات بشأن عن القاعدة وخططها المستقبلية في أجهزة الحاسوب والتلفونات المصادرة.

الكارثة ليست في ذلك، وانما في المعلومات التي تناقلها نشطاء تفيد بأن الغارات التي تشنها الطائرات الامريكية منذ خمسة أيام على محافظات ابين والبيضاء وشبوة، تركز في اغلبها على استهداف منازل المدنيين، بل وعلى القبائل المعادية لداعش كمنازل قبائل قيفة في يكلا بالبيضاء، في الوقت الذي تتجنب استهداف مواقع داعش وفق ما ذكره الناشط فضل العواضي في منشوره يوم امس.

هذا الكلام في حال صحته معناه ان المحصلة النهائية للغارات الامريكية لن يكون اجتثاث القاعدة او داعش- الذي يحتاج الى تواجد الدولة أولا في تلك المناطق مصحوبا بإجراءات فكرية واقتصادية – وانما دفع شباب تلك المناطق للانضمام الى الجماعات الأكثر تشددا وبالذات داعش.

كما لا استبعد مطلقا ان يتجه ترامب مستندا الى نصائح محمد بن زايد لتحريك مشروع قانون في الكونغرس بشأن تصنيف الاخوان ضمن الجماعات الإرهابية، وذلك بهدف دفع الالاف من انصارها بل ومن السلفيين الى داعش والقاعدة، ونتيجة ذلك في نهاية المطاف رفع عدد اتباع التنظيمين الإرهابيين من المئات حاليا الى عشرات الالاف خلال سنوات قليلة، والذي سيؤدي الى نسف استقرار غالبية دول المنطقة والاطاحة بأنظمتها القائمة ضمن عملية جذرية لاعادة رسم ملامح المنطقة، هذا ما يعمل عليه ترامب في الوقت الراهن على ما يبدو.

من حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى