العرض في الرئيسةفضاء حر

“عاصفة الحزم” تتعقد أمامها فرص الحسم العسكري الذي لم يعد ممكنا

يمنات

عبد الخالق النقيب

أمضت “عاصفة الحزم” في حربها الجائرة عامين ولم يعد في قاموس اليمن ما يمكن اعتباره “هزيمة”؛ فأن يستمر اليمنيون في مقارعة عدوان متجبر استفذ خياراته القتالية على مدى 24 شهراً فالأمر قد حسم بانتصار يمني أياً تكن النهاية.

التحالف العسكري الذي تتزعمه السعودية لم يتوقف عن التسلح والتصعيد العسكري وتحشيد المزاج الدولي الأممي وتأليبه لصالح “عاصفة الحزم” التي لازالت تغرق وتواصل اخفاقاتها دون أن تنجح بتحقيق أي تقدم على الأرض يمكنها من الإمساك بالخيوط التي تضمن لها التحكم بسير المعارك وإبقاءها تحت السيطرة ..!

استمرت الحرب طيلة عامين تضرب أهدافها وترمي متفجراتها على رؤوس اليمنيون بأريحية تامة ،  يرافقها إنفاق متواصل على التسلح وبشهية مفتوحة يعد الأول في تاريخ التسليح العالمي ، بينما تحولت الحرب إلى بؤرة استنزاف وثقب أسود ولم تتمكن من حسم معاركها بعد..!

  “عاصفة الحزم” ظلت تحارب تحت سطوة وهواجس الخطر الإيراني الذي لم تعثر عليه،  وإلى الآن تواصل بحثها عن تحالفات وبدائل جديدة بعد مضي عامين لانطلاقتها وتتحمس للتحالف الذي أعلن عنه ترامب ويجمع السعودية والإمارات ومصر والإردن وبدعم اسرائيلي وبحجة مواجهة المد الإيراني الخدعة الكبرى التي يتم بها ابتزاز الخليج واستنزاف ثرواته ..!! ما يجعلنا أمام مؤشر لإقرارها بالهزيمة في اليمن، وأن الانتصار عليها سيتعزز لاحقاً لصالح بلد أعزل استطاع بصلابته أن يقلب موازين المعارك ويعيد صياغة الحرب وتجاذباتها بطريقته ، استطاع تحالف صالح والحوثي أن يفرض كل يوم واقع جديد ويتقدم بتطوير أسلحته ما أعجز قوات التحالف الخليجي السعودي الذي خاض معها نزالات ضارية استنفرت فيها قدراتها العسكرية الكاملة وظلت تقاتل وتحارب بأعلى مستويات الجاهزية الحربية براً وجواً وبحراً وبمشاركة وتدخل مباشر لقوات أمريكية وبريطانية استدعى تعاملها مع حالات قتالية صعبة عكست فشل قواتها المتحالفه..! رغم تنويعها واستبدالها للتكتيكات القتالية واعتمادها على أنطمة عسكرية بديلة أكثر تطوراً وتقنية،  وبرغم توسيع دائرة الإنفاق الأسطوري في التسلح عسكرياً ولوجستياً .. ما عقد أمامها خيارات وفرص الحسم العسكري الذي لم يعد ممكناً في ما تبقى من هذه الحرب ..!!

بلغة الحرب والأرقام العسكرية وما تستند عليه من فرضيات وخطط مدروسة لها ومدعومة دولياً وأممياً  ،  يفترض أن الحرب قد تم حسمها مبكراً لصالح التحالف العسكري السعودي وبغضون الأيام الأولى لإعلان “عاصفة الحزم”..!

ما لم يقله أحد .. هو أن هذه الحرب بعد أن أنهت عامها الثاني استطاعت أن تختبر القدرة العسكرية لدول الخليج مجتمعة بعد أن دفعت بأسلحتها ومنظومتها العسكرية المتطورة لساحة المعارك ، وكيف أن هذه الحرب قدمت المملكة السعودية ودول الخليج كدول فاشلة حربياً وعسكرياً..!!

ما يمثل تهديداً خطيراً للمملكة السعودية ولدول الخليج، بعد أن تكشفت إمكانيات قواتها وقدراتها العسكرية والقتالية وأصبحت مقروءة بشكل جيد أمام خصومها .. من خلال حربها في اليمن كأقوى الحروب وأكثر كلفة..!

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى