إختيار المحررالعرض في الرئيسةتحليلات

ما ذا يريد “ترامب” من الحرب السعودية على اليمن..؟

يمنات

أحمد الحبيشي

ثمة إجماع على أن ترامب لن يتراجع عن تعهداته الإنتخابية لكنه لن ينفذها وفق أجندات دولية أجنبية، حتى لا يفقد بريق “الوطنية” التي تميز بها خطابه الإنتخابي، ومنحته ثقة معظم الناخبين الأميركيين.

أحد المحللين الروس قال أن كثيرا من القادة السياسيين في روسيا و أوروبا و الصين أصابتهم الدهشة مرتين .. الأولى عندما صدّقوا جدية ترامب في تنفيذ سياساته المثيرة للجدل أثناء السباق الإنتخابي الى حد أن الناطق بإسم الكرملين أعلن وجود أفكار متطابقة بين بوتن و ترامب، بشأن ضرورة التعاون المشترك لحل الأزمات الدولية الساخنة .. والثانية عندما قام ترامب بتشكيل فريق إنتقالي متناقض في مواقفه من تعهدات ترامب الواردة في برنامجه الإنتخابي، وهو ما أنعكس على غموض و تضارب واضحين في سلوك الإدارة الأميركية الجديدة من جهة، و إنعكاستها على تصريحات ترامب الغامضة و المترددة من جهة أخرى.

التوافق و الإنسجام في خطابي كل من وزير الدفاع الإسرائيلي دافيد ليبرلمان و وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في مؤتمر الأمن الذي إحتضنته مدينة بون الألمانية، و اتهامهما إيران بأنها المصدر الرئيسي للإرهاب في العالم، و الخطر الحقيقي الذي يهدد أمن إسرائيل و يستهدف تقويض السعودية و الشرق الأوسط ، ربما يؤشران على تبلور رسالة سعودية إسرائيلية مشتركة الى الإدارة الأميركية، في ضوء تفاهمات اللقاء الأخير بين الرئيس الأميركي ترامب و رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو بشأن ملف حل الدولتين و الملف السوري و ملف الحرب في اليمن.

كما أن تصريحات عادل الجبير بأن الحرب على اليمن سوف تنتهي في هذا العام، يؤشِّر على تفاهمات أميركية إسرائيلية سعودية لحسم هذه الحرب بواسطة احتلال مدينة و ميناء الحديدة في الصيف القادم و إسنثمار أزمة الرواتب إعلاميا و سياسيا، باتجاه زعزعة تماسك الجبهة الداخلية و توفير فرص الإستسلام و إقتحام العاصمة صنعاء بسهولة، وفقا لمقال كتبه أحد الجنرالات السوفييت القدامى في جريدة “البرافدا” الروسية مؤخراً.

هناك فريق عمل روسي أميركي مشترك تم الإعلان عن تشكيله في بداية شهر فبرايرالجاري، لإعداد جدول أعمال لقاء القمة الذي سيتعقد بين ترامب و بوتن في الشهر القادم.

هذا الفريق وضع مشروعا لوقف الحرب في اليمن على أساس القرار 2216 و تفاهمات مسقط، لكن ترامب قرر تأجيل النظر في هذا المشروع لأسباب غير واضحة وسط تضارب في وجهات النظر داخل الإدارة الأميركية بين وزارتي الدفاع و الخارجية.

كما أن لقاء الرباعية قبل يومين في مدينة بون الألمانية لرئاسة وزير الخارجية الأميركي على هامش قمة العشرين، لم يصدر عنه أي بيان أو تصريح لوزير الخارجية الأميركي.

و هناك معلومات أخرى عن وجود أفكار بريطانية جديدة تتسق مع تفاهمات عُمان لكن وزير الخارجية الأميركي طلب من الرباعية إعطاء الرئيس ترامب وقتا كافيا لدراسة حرب اليمن.

المعلومات تفيد بعدم وجود توافق بين دول الرباعية حول سبل وقف الحرب في اليمن.

في السياق نفسه تتداول مصادر إعلامية لبنانية معلومات تفيد بأن الموقف الأميركي من الحرب على اليمن، تمت مناقشته مع إسرائيل و ليس مع السعودية إثناء اللقاء الأخير الذي انعقد في واشنطن بين ترامب و نتنياهو.

في قناة CNN شاهدت مناقشة بين بعض المحللين الأميركيين الذين كانوا و لا يزالون يتبنون توجهات ترامب ازاء الاتحاد الأوروبي و محاربة الإرهاب و تخفيف الاعتماد على نفط الشرق الأوسط مع ضمان أمن اسرائيل.

أحد هؤلاء قال ان ترامب جاد في تحقيق توجهاته في الشرق الاوسط من خلال مشروع قيام تحالف عسكري بين اسرائيل و السعودية و دول الخليج و الأردن .. و بهذا يكون قد أضعف السعودية و حلفاءها العرب و سلمهم على طبق من ذهب و نفط تحت قيادة اسرائيل..

لكن هذا التحالف العسكري سيتم إختباره في اليمن، و بما يضمن حسم الحرب في هذا العام بمشاركة أميركية و إسرائيلية تجعل من النصر في اليمن مكسبا لإسرائيل يمكنها من قيادة الشرق الأوسط، و ضمان أمنها يشكل مُطلق، قبل أن ينفذ ترامب تعهداته الإنتخابية بشأن الإنسحاب من الشرق الأوسط مع ضمان أمن إسرائيل في وقت متزامن.

ما أعجبني في هذه الندوة هو قول أحد المحللين بأنه يعترف بعجزه عن فهم تناقضات سلوك ترامب مع توجهاته الإنتخابية، مشيرا الى أنه — أي المحلل السياسي — خبير في الشؤون السياسية و ليس خبيرا في علم النفس!!

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى