أخبار وتقاريرالعرض في الرئيسة

انصار الله نحو عدم الاحتفال بذكرى ثورة فبرائر الشبابية مراعاة لمشاعر الشركاء

يمنات

رشيد الحداد

ست سنوات مضت من عمر ثورة الشباب السلمية التي كان من أهم مطالبها إصلاح النظام السياسي والاقتصادي والاداري في البلاد، إلا أن الشباب الذين فجروا الثورة رافعين شعار “ثورتنا ثورة شباب … لا حزبية ولا أحزاب” يبحثون اليوم عن بقايا وطن.

و اليوم، مع حلول ذكراها، يتجدد الجدل حول الثورة، ويعيد خصوم “أنصار الله” السابقين، حلفاء اليوم، أي أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، تصويب سهامهم باتجاه ثورة فبراير و سلامة مسارها وخياراتها.

و تجد “أنصار الله” نفسها مضطرة إلى مسايرة الحلفاء، وتجنب أي صدام يؤثر على تحالف الجانبين في ظل الحرب القائمة.

لا مظاهر احتفالية

حزب “الإصلاح” الذي استاثر بالسلطة بعد 11 فبراير يعد للاحتفال بالذكرى في تعز ومأرب ويدعو من يصفهم بالثوار إلى إشعال الثورة في العاصمة صنعاء.

في المقابل، ورغم حالة عدم الانسجام بين أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح و “أنصار الله”، فإن قيادات الطرفين تبدو منسجمة وحريصة على استمرار التحالف.

العام الماضي احتفلت “أنصار الله” بذكرى 11 فبراير في ميدان التغيير في صنعاء، إلا أن الحركة هذا العام لا تتحضر لإحياء المناسبة على جري العادة في السنوات الخمس الماضية.

مصدر مسؤول في لجنة الفعاليات في “أنصار الله” أكّد أن الحركة لم تجر الاستعدادات المعروفة للاحتفال بالذكرى هذا العام، مضيفاً في تصريحات لـ”العربي”، أن “مظاهر الاحتفال بالذكرى السادسة لثورة فبراير لن تكون رسمية”، مشيراً إلى أن “هناك أولويات للحركة في الظرف الراهن”.

رفض “أنصار الله” إحياء ذكرى 11 فبراير قابله “المؤتمر الشعبي العام” بالترحيب.

و اعتبر سكرتير مكتب الرئيس السابق علي عبد الله صالح، علي الشعباني، أن عدم وجود مظاهر إحتفالية من قبل “أنصار الله” بالأمر الإيجابي.

توقعات اليدومي

منذ أن بدأ العد التنازلي للذكرى، حاول حزب “الإصلاح” تغذية الخلافات بين “أنصار الله” و”المؤتمر”، مسلطاً وسائل إعلامه لنقل أي خلافات بين الطرفين، وفق اتهامات خصوم “الإصلاح”.

رئيس “الإصلاح”، محمد اليدومي، تبنأ قبل أيام باندلاع وتطور الخلافات البينيّة بين “أنصار الله”وصالح إلى صراع مسلح خلال الأيام القادمة.

و توقع اليدومي المقيم في تركيا حدوث انقلاب من قبل أحد الطرفين سينهي تحالف “أنصار الله” وصالح، إلا أن حزب “المؤتمر” و”أنصار الله” تعاملا مع تلك التنبؤات بجدية واعتبراها بمثابة إنذار للطرفين، وقابلاها بالتشديد من قبل الطرفين على “وحدة الصف”.

و في أول رد على تبنؤات اليدومي، أكّد مدير مكتب زعيم “أنصار الله”، مهدي المشاط، في منشور له عبر موقع “فيسبوك” مساء الثلاثاء الماضي، أن “علاقة حزب المؤتمرالشعبي العام وأنصار الله علاقة أخوة امتزجت بالدماء”، مشيراً إلى أن “الاختلاف والاتفاق لن يغير موقف أنصار الله والمؤتمر من العدوان ووقوفهم صفاً واحداً في معركة العزة والشرف”.

بدوره، ورداً على محاولات “الإصلاح” “استغلال 11 فبراير” لتغذية الخلافات بين “المؤتمر” و”أنصار الله”، شدد القيادي في “المؤتمر”، علي الشعباني، على أن “الإصلاح يعيش حالة نفسية ويحاول الاصطياد في الماء العكر، ويجهل أن هناك مبدأ ثابتاً دفع حزب المؤتمر وأنصار الله إلى التحالف لمواجهة عدوان خارجي أيده الإصلاح ودعا إليه”. واعتبر أن “الاختلاف ظاهرة صحية، وإصلاح الخلل من الداخل في الظرف الحالي ضرورة لتماسك الجبهات وصد العدوان”.

ثورة نقية

رغم الاتهامات التي يوجهها أنصار صالح لثورة فبراير وشبابها، فإن المستشار الإعلامي لـ”المجلس السياسي الأعلى”، عبد الرحمن الأهنومي، يؤكد نقاء وصدق ووطنية ثورة 11 فبراير، مشيراً إلى أن “الشباب رفضوا الوصاية الخارجية والتدخل الأجنبي، إلا أن سلطة ما بعد فبراير أعادت السلطة الأبوية للرياض”.

و حول اتهام الثورة الشبابية بالفوضى والمؤامرة، شدد الأهنومي في تصريح لـ”العربي” على أن “الثورة قامت ضد نظام فاسد خاض الحرب يميناً وشمالاً، وفضل بناء المتارس على المدارس”.

و يرى أن “ثورة 21 سبتمبر 2014 كانت ضرورة لتصحيح المسار، ووضع الأمور في مسارها الصحيح”.

نكبة

القيادي في حزب “المؤتمر الشعبي العام”، علي الشعباني، أكّد أن “11 فبراير تحمل ذكرى النكبة الحقيقية للشعب اليمني برمته وليس للمؤتمر كما يرى البعض”.

وشدد الشعباني في تصريح لـ”العربي” على أن “الرئيس علي عبد الله صالح كان يمتلك السلطة والقوة ولم يكن ينقصه شيء للدفاع عن السلطة، ولكن حرصه على مصلحة الوطن دفعه إلى تسليم السلطة طوعياً، رغم الجريمة البشعة التي ارتكبت بحقه في جامع النهدين وكبار قيادات الدولة”، على حد تعبيره.

الثورة سُرقت

النائب أحمد سيف حاشد، الذي يعد من أوائل من قاد الثورة في ساحة التغيير في صنعاء، اتهم حزب “الإصلاح” بخيانة الثورة والتنكر للثوار.

وأكّد حاشد في تصريح لـ”العربي” أن “النخب السياسية للأحزاب، ولاسيما حزب الإصلاح وبمركزه المالي والسياسي المسنود من بعض دول الإقليم وبعض دول العالم، خان الثورة وحرفها عن مسارها، وانتهاء بسرقتها وعسكرتها”.

وأشار حاشد إلى أن “الإصلاح تنكر لأهداف الثورة، وحاصص فيها وأقصى الثوار وتنكر لهم ونكل بهم ونكل بجرحى الثورة السلمية واستولى على المال العام وعبث فيه، واستولى على الوظيفة العامة وعبث فيها لصالح أعضاء حزبه ولاستقطاب آخرين على نحو يصب بمصلحة أجندات الحزب والجماعة والمشروع الدولي للإخوان المسلمين وعلى حساب أهداف الثورة ومستقبل اليمن ومصالح الوطن الكبرى”.

المصدر: العربي

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى