العرض في الرئيسةفضاء حر

تغاريد بالخط العريض (12)

يمنات

د. سامي عطا

(1)

هناك متطلبات لبدء أي حوار، أن يتحلل الفرقاء جميعهم من يقينياتهم، الجمهوريون يقروا بأنهم فشلوا والإماميون يعترفون باستحالة إقامة دولة إمامية في ظل متغيرات جرت على هذا البلد خلال الخمسة العقود الماضية، السلفيون من كلي الاتجاهين عجزوا وسيعجزوا عن حكم الناس باسم الدين، وبالعكس مني هذا الدين بخسائر فادحة وعوضاً أن يكون حتى مهذب للقيم، وجدنا المجتمع يرزح تحت رذائل لا أول لها ولا أخر وتخرب وجدان الناس وعاطفتهم، وصار وجدانهم يطفح بالكراهية لاغير، ولذلك لا خيار أمام الفرقاء بعد أن يتطهروا من اليقينيات الإقرار بأن الدولة المدنية الجامعة التي لا تصطف ولا تتخذ من أي مرجعية دينية أساساً لها هي الخيار الأمثل، الجميع جرب خياراته دعونا نجرب خيار يقر بالتعدد والتنوع وثقافة الإعتراف بالأخر، وسيبقى السؤال ما هي القوى التي تحمل هذا المشروع وأين هي بعد أن تماهت جميعها وأصبحت لا تستطيع التفريق بين العمامة وربطة العنق…!!!

(2)

ما أعرفه وصرت على قناعة به، أن المدني بطبعه يقبل بوجود كل الناس وعلى علاتهم، لأنه يتعامل معهم بإعتبارهم نتاج مجتمع وليسوا مسئولين عن حالتهم التي وصلوا إليها، وبالتالي مدنيته تدفعه إلى ممارسة دوره المدني في تغير المجتمع لا استئصال الناس أو رفضهم، أي أنه يتعامل معهم كالطبيب الباحث عن أسباب المرض وتأريخه من أجل الشفاء منه.
ويحدث أن لا يقبل الأخر، لكن بالتأكيد ليست من قبل المدني، قد تكون من قبل المتدين أو العصبوي المناطقي أو القبيلي…!!!

(3)

11فبرير ليست في قاموس من اجهضها بالمبادرة ولم ترد فيها إلاَ بوصفها أزمة ولم يكلف من أمتطاها عناء ذكرها حساباً لمشاعر الشقيقة التي تتحسس من كل ذكر للفظة ثورة حتى لو لم تكن كذلك، الثورة فعل اجتماعي تهدف إلى إحداث تغيير ثقافي شامل في نمط حياة المجتمع وليست استبدال شخوص وثأر شخصي واقتسام سلطة ومحاصصة … وإذا كان من الضروري الثورة فإن أقدسها الثورة من أجل تحرير السيادة الوطنية من الإرتهان، لأنها المنطلق التي يبنى عليها كل القيم من ديمقراطية وحرية، فلا قيم يناضل من أجلها الناس من دون دولة مالكة للقرار وتتمتع بالسيادة، دولة قرار رئيسها رهن بدولة أو دول أخرى يغدو ناسها عبيد أيضاً…نقطة بداية السطر

 (4)

11 فبراير وضع ثوري من دون رافعة ثورية، لذلك سهل سرقته.

(5)

في ظل حالة الشك والتوجس ، وهذا الجيل جيل المؤامرات والدسائس يستحيل أن يعيد بناء الثقة..النخبة السياسية مريضة لا يعول عليها ألبتة…!!!

(6)

بالمختصر لا أعول على نخبة الفساد التي أنتجت لنا هذه المشكلات كلها، وكل ما نعانيه يستحيل لمن كان سبباً لها أن يكون جزء من الحل، المسألة بالعقل…!!!

(7)

ما نقوله ليست شجاعة بقدر ما هو لم يعد لدينا ما نخسره سوى قيودنا…!!!

(8)

مكاشفة..
بعد خمسة عقود أو يزيد قليلاً، أكتشفت بأنه لم يعد ما يربطني بهذه الأرض سوى راتب حقير لا يساوي حتى نصف راتب كلب بوليس متقاعد في الشرطة البريطانية…!!!

(9)

من لا يريد تراكم نضالاتك أن تثمر يقودك إلى ما قادك إليه هادي ودول التحالف، المستبدون والطغاة لا يتقنون فن البقاء قابضين على رقابنا إلاّ عبر تكريس قوة الغلبة والإكراه ويستمدون شرعية بقاءهم منها، نقطة بداية السطر…!!!

(10)

كل نظام اقتصادي له نمط انتاج خاص به، فالنظام الاقطاعي نمط انتاجه يدعى نمط انتاج اقطاعي والرأسمالي نمط انتاجه رأسمالي، ونظامنا الذي عرفناه بعد الوحدة يمكن أن نطلق عليه ما أطلقه عليه استاذنا الدكتور ابوبكر السقاف “نمط إنتاج الفساد”*
*نمط إنتاج الفساد عنوان مقاله نشرها في صحيفة صوت العمال يوليو1993م ربما 33يوليو إذا لم تخني الذاكرة…!

(11)

معالجة أوضاعنا لا يمكن أن يكون عبر حجب الوقائع أو تجميل واقع حالنا، بل عبر كشف المستور وإظهار ما يجري بكل شفافية ووضوح ليتعلم الناس فن الشجب والاستنكار ولو عبر الإعتزال والوقوف في منزلة بين المنزلتين…!!!

(12)

طالما وإنكم لجأتم لخيار القوة ، فأنتم لا تؤمنون إلاّ بكونها خياركم الوحيد للتغير، وأنا مع عدد قليل من الناس لا نملك إلاّ الرأي ، والرأي وفقاً لمنطقكم لا يعول عليه في التغيير، كما لا يشكل تهديد على سلطة وجودكم ولا يهدد حياتكم، لذلك دعونا نطرح أراءنا من دون تهديد ولا وعيد ، لأننا لا نملك غيرها من وسائل تشعرنا بآدميتنا وتشعرنا بأننا موجودين ونحقق كوجيتو ديكارت ” أنا أفكر إذن أنا موجود”…!!!

(13)

قلنا مراراً وتكراراً إن محاولة البعض تصوير بؤس وشقاء الجنوب إنطلاقاً من الشفرة الوراثية، فإنه يخطأ التقدير، ومن لا يعرف تاريخه محكوم بتكراره، ونحن أمام مشهد جديد قديم لتحالف العام 1980م.

ولن يبرأ الجنوب من الدوران في حلقاته المفرغة إلاّ عندما يدرك بأن بؤس وشقاء الناس سببه تخلف اجتماعي وإنعدام التنمية الاقتصادية وأن البلد بحاجة إلى صب جهوده في إطار التنمية البشرية بإعتبارها مفتاح النهوض وتحقيق تطلعات الناس والتقليل من بؤسهم وشقاءهم…
وتصبحون على وطن متعافي من العاهات والكوارث..!!!

(14)

من يرفض فتح خزائنه ويرفض الوصاية الأمريكية إرهابي، هذا ما أفصحت عنه سياسة ترامب

(15)

دول الجوار الاقليمي لليمن ليسوا مع الإنفصال، لأنه بات اليمن بثقله السكاني يهددهم، ولآن معارضو الشمال من الشماليين -وهم كتلة سكانية لايستهان بها- غير مقبولين جنوباً، ومعارضو الإنفصال في الجنوب من الجنوبيين غير مقبولين جنوباً وربما يغدون غير مقبولين شمالاً على قاعدة الضغط، وبالتالي فإن وجهة هذه الكتلة السكانية الكبيرة لزوماً ستكون باتجاه هذه الدول، ولذلك فإن دول الإقليم مع بقاء البلد موحداً إنطلاقاً من مصلحتها لاغير…!!!

(16)

واقع الصراع اليوم واقع صراع بين جيلين بالمعنى الثقافي وليس بالمعنى العمري، جيل فشلت ثورته ويأبى أن يعترف بأنها فشلت في تحقيق أهدافها، وجيل جديد يحاول صنع ثورة بأهداف جديدة عنوانها العريض الشراكة والإعتراف بحق الناس جميعاً في التمثيل والوجود وثورة سيادة وكرامة، ولكنه يقابل بمقاومة شرسة من الجيل الأول المثخن بيقينيات تشربها عبر زمن أفسد كل شيء بما فيها أذهان الناس، حشاها بشعارات فارغة من المضمون، وعندما تضع شعارات “ثورة سبتمبر” الأم – لو أفترضنا أنها ثورة- تجدها أهداف لم يتحقق إلاّ عكسها، ولذلك فإنه جيل خائب مليء بالشعارات الجوفاء الفارغة من المضمون…!!!

(17)

بالتأكيد لا أشكك بصدق ونوايا وسلامة طوية كثير من الناشطين المتوجسين من المستقبل ومثلهم لدي قلق وخوف على المستقبل، لكن ما لا استطيع عمله ولا أقدر عليه هو أن أقف ضد حركة تغير مطلوبة لأن الفساد والانحلال بلغ مستويات لم يعد معه تنفع الترقيعات والمساومات وأنصاف الحلول وحلول الترضيات الممهورة باغتصاب حقوق الضعفاء لصالح طبقة سياسية فاسدة، كما لا أجد أي قوى منظمة ومدنية يمكن أن أرتكن عليها أو أثق فيها ، فلقد صارت معظمها إن لم أقل كلها فاسدة ومعطوبة ويستحيل الإعتماد عليها، وهذه أحد أسباب أزمة ثورة فبراير2011م المغدورة غياب رافعة ثورية تعضدها وتحمل برنامج لها يقودها إلى بر الأمان، حتى يخرج الناس والناشطين من حالة البكائية والعدمية وكراهية بعضهم بعض وتخوين أراء بعضهم البعض، وحتى يبدأوا في رص صفوفهم والتعامل بايجابية مع الفعل ستظل أحلامنا مؤجلة الدفع….!!!! 

(18)

عندما تتحول علاقتك بالمال كعلاقة زهرة عباد الشمس بالشمس؛ فإدرك إنك صرت عميل ومرتهن. 

(19)

استنفار أدوات العقل يضعك في الموقف الصحيح والمكان السليم، بينما الغرائز والعواطف خيانة للسلوك

 (20)

من درج على إضعافك خمسة عقود وحال دون قيام دولتك يستحيل أن يسمح لك بقيامها إلاّ في حالة حدوث ثورة سياسية وإنقلاب في ثقافته السياسية، وبلاش وهم..!!!؟

من حائط الكاتب على الفيسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى