العرض في الرئيسةفضاء حر

“ترامب” يدخل على خط الحرب في اليمن..!!

يمنات

عبدالعزيز ظافر معياد

 [email protected]

نشرت مجلة فورين بوليسي الأميركية التابعة للخارجية الامريكية، تقريرا تحدث عن بدء إدارة الرئيس دونالد ترامب خطوات تصعيدية ضد الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن، كجزء من خطة أوسع لمواجهة طهران عبر استهداف حلفائها، وذلك بنشر المدمرة كول قبالة الساحل اليمني لحماية حرية الملاحة في مضيق باب المندب، وكذلك درسها خطوات أخرى بينها توجيه المزيد من ضربات طائرات الدرونز وإرسال مستشارين عسكريين لمساعدة قوات هادي.

– يؤكد تقرير المجلة أن هناك تحولا جوهريا في الدور الأمريكي في العدوان على بلادنا، حيث اصبح الانتقال الى المشاركة الامريكية المباشرة في الحرب بعد الاكتفاء سابقا بالدعم اللوجيستي والمشاركة في بعض الغارات، أمر شبه مؤكد ومسألة وقت لا اكثر و جاري التجهيز لها بجدية و على قدم و ساق و ان الامر يتجاوز مسألة الحرب النفسية خاصة مع التطورات التالية:

1- تصريح منقول عن مستشار الأمن الأمريكي مايكل فلين يصف فيه جماعة الحوثي بالإرهابية حيث قال بالحرف الواحد “إيران تقود حرب بالوكالة لزعزعة استقرار المنطقة عبر جماعة الحوثي الإرهابية”، علاوة على اعتبار ترامب، أن اليمن ساحة مهمة لإظهار تصميم الولايات المتحدة في مواجهة إيران، حسب ما نقلته المجلة عن احد مساعديه.

2- ابلاغ أحد المستشارين العاملين مع فريق الأمن القومي الأميركي فورين بوليسي بأن هناك رغبة داخل الإدارة في القيام بعمل قوي جدا ضد إيران في اليمن، و أن الولايات المتحدة قد تنخرط بشكل مباشر في قتال الحوثيين إلى جانب حليفيها السعودي و الإماراتي، ولعل اقدام إدارة ترامب في اول أسبوعين من حكمه على عملية انزال فاشلة في البيضاء، تظهر نزعة قوية نحو الصدام مع تراجع كبير في نسبة القلق لديه بشأن مخاطر و تداعيات المغامرة العسكرية.

3- معلومات متناقلة أمس السبت عن توجه البارجة ايزنهاور عبر قناة السويس باتجاه السواحل اليمنية لتلحق بالمدمرة كول و القوات المتواجدة في القاعدة الامريكية في جيبوتي.

4- حديث البيت الأبيض في بيانه الأسبوع المنصرم، عن اتفاق الملك السعودي، والرئيس الأمريكي، في اتصال هاتفي، على دعم إقامة مناطق آمنة في سوريا واليمن، و من ثم عدم استبعاد ان تكون تلك المناطق مجرد مبرر لإرسال قوات أمريكية و ربما دولية الى اليمن أو مقدمة لإقامة قواعد عسكرية في بلادنا.

يبدو جليا ان توجه إدارة ترامب للتصعيد ضد ايران لن يتم كمواجهة عسكرية مباشرة معها بل في مواصلة التعامل مع اليمن كساحة صراع غير مباشرة مع ايران، ما يظهر رغبة إدارة ترامب في ضرب عدة عصافير بحجر واحد من دخولها المباشر في الحرب في اليمن، حيث ستعمل على ابراز ذلك امام الرأي العام الأمريكي و الدولي ضمن تصديها الحازم لإيران و الحد من نفوذها في المنطقة، و في الوقت ذاته اظهار جديتها في محاربة الإرهاب، علاوة على ما يوفره ذلك من مبرر لنهب و ابتزاز ترامب لمليارات الدولارات من دول الخليج، يضاف اليها عشرات المليارات المتوقعة لصفقات جديدة لشراء الأسلحة الامريكية، و الذي من شأنه ايضا ان يسرع في ضرب الاستقرار الداخلي لتلك الدول مستقبلا مع وضعها الاقتصادي الصعب.

هذا الامر يستدعي وجود رؤية واضحة و محددة من قبل قوى صنعاء في كيفية التعامل مع هذا التطور الجديد، و مناقشة كافة الاحتمالات و النتائج المتوقعة و مدى تأثيرها على مسار المواجهة و على الوضع الداخلي، مع مراعاة ان الامر لن ينحصر فقط على الجانب العسكري، بل سيشمل الجوانب الأخرى، حيث ستتراجع احتمالات حدوث أي انفراجة في الجهود الدبلوماسية و السياسية لحل الازمة في الفترة المقبلة، كما ستحرص واشنطن و حلفائها على تجميد اي نشاط دولي و اضعاف أي تحرك داخل مجلس الامن – الضعيف أصلا- لتحريك الملف اليمني في المستقبل المنظور، و تجاهل بصورة اكبر لأي دعوات و مناشدات بشأن الوضع الانساني.

هذا معناه أن الأسوأ لم يأت بعد و نحن تقريبا على اعتابه، و لا اعرف هل ما زال الحديث عن الصمود أمرا واقعيا أم مكابرة في غير وقتها!! خاصة ان غالبية اليمنيين باتو في النزع الأخير من الجوع يقابله توجه لدى السعودية و حلفائها لإغلاق ميناء الحديدة، و الترجيح بأنها مسألة وقت فقط قبل القيام بذلك كما تدل عليه لقاءات ابن دغر المكثفة مع إدارة ميناء عدن في الأيام الاخيرة، و قول مصادر في حكومة هادي لقناة العربية، إن عدن بموانئها و سلطاتها توفر البديل السياسي و الاقتصادي لتأمين ارتباط اليمن بالعالم و استعادة الشرعية و توفير احتياجات السكان الغذائية و الإغاثية، علاوة على التحذيرات التي أطلقها التحالف في بيانه بشأن الهجوم على الفرقاطة السعودية بشأن استخدام ميناء الحديدة لخدمة العمليات العسكرية للحوثيين و قوات صالح.

ورغم المأساة الإنسانية المتوقعة لإغلاق الميناء، الا ان العالم لن يتحرك سريعا لإنقاذ اليمنيين مع وجود إدارة متوحشة كإدارة المسعور ترامب، و تخاذل واضح من قبل روسيا لحلفائها في صنعاء، و الذي يبدو انها في طريقها للتخلي عنهم مقابل احتفاظها بمكاسبها في سوريا و كبديل مقبول لها لضمان عدم دخول واشنطن في حرب مباشرة مع حليفتها ايران.

المسألة هنا ليس لها علاقة بالانهزامية و الاستسلام، هذا هو الواقع الراهن و هذه مؤشراته على الأرض، و الدخول الأمريكي الحالي يؤشر الى ان تقسيم اليمن الى عدة دويلات على مشارف الانتقال الى مستوى جديد، و ربما لن يكون بالإمكان التصدي له و منع حدوثه مستقبلا، خاصة ان الحديث عن إقامة مناطق آمنة يصب لصالح هذا التوجه، و هنا قد يقول البعض الله معنا و ناصرا لمظلومينا، لكن هل هو فعلا كذلك..؟ فعند الله جل جلاله هدم الكعبة اهون من إراقة دم مسلم فكيف هو مع كل هذه الدماء التي تراق منذ سنتين وما زالت!! و كيف سيكون ناصرا لكم مع كل الظلم الممارس و الانتهاكات المرتكبة و لا مبالاتكم المخزية مع جوع الناس و معيشتهم بل و دوركم الرئيسي فيها.

أعتقد أن الوقت لم يفت بعد و مازال بالإمكان تلافي وقوع الأسوأ لليمن عبر المخرج السياسي، كل ما يحتاجه الامر ان تنطلقوا عند بحثكم للأمر من مصلحة اليمن أولا و ثانيا و ثالثا و تضعوا مصالحكم الحزبية و السلالية و الشخصية جانبا و لو مؤقتا في الوقت الراهن، و هذا الامر مطالب به خصومكم ايضا، فلا تغتروا فحتى لو حسمتم المعركة عسكريا فلن يدوم ذلك طويلا و سيكون وضعنا في افضل الحالات كوضع العراق ما بعد صدام، كما ان الاستحقاقات الباهظة المطلوب من اليمن دفعها للسعودية والامارات و حلفائهما ستكون اكبر من قدرة البلاد على تحملها في حين ان الحل السياسي سيوفر مبررا للتنصل من أي تفاهمات سرية بمنح قواعد و التنازل عن جزء من الارض اليمنية فهل انتم مستوعبون للأمر و هل انتم فاعلون..؟.

المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك

للاشتراك في قناة يمنات على التليجرام انقر هنا

زر الذهاب إلى الأعلى