إقتصاد

وكالة: الرياض تقامر برصيدها السياسي في سوق النفط

يمنات – وكالات

لفتت وكالة “بلومبيرغ” إلى الموقف السعودي غير المتحمس لتمديد العمل باتفاق خفض إنتاج النفط بمعدل 1.8 مليون برميل يومياً، والمعقود بين عدد من الدول من داخل “أوبك” وخارجها لمدة ستة أشهر أخرى، باعتبار أن الرياض تنظر إليه على أنه “حل سريع، وغير مؤلم لمعالجة مشكلة الفائض في المعروض النفطي، التي أفسدت سوق النفط على مدار العامين الماضيين، ودفعت بعض الدول المنتجة للنفط إلى حافة الإنهيار، وما هو أكثر من ذلك لبعض الدول المنتجة الأخرى”، مع العلم أن المملكة العربية السعودية وقعت تحت ضغط “صعوبات مالية”، وواجهت مشكلات في “خصخصة” بعض أسهم شركة النفط الحكومية “أرامكو”، بسبب انخفاض أسعار النفط، ووصول الفائض في سوق الخام إلى أعلى مستوياته خلال 13 عاماً في نوفمبر الفائت، مع بلوغ السعودية طاقة إنتاجية هي الأكبر خلال 35 عاماً.
وعن أسباب موافقة الرياض على الالتزام بتقليص إنتاج النفط لمدة ستة أشهر، تحدث تقرير “بلومبيرغ” عن “أحد أبرز العوامل المتعلقة بالانخفاض الكبير في الطلب على النفط (داخلياً) لأغراض توليد الطاقة الكهربائية”، مع انقضاء فصل الصيف، الذي يسجل ذروة الطلب على النفط، بمعدل 900 ألف برميل يومياً، ومع دخول محطة “الوسيط” لتوليد الطاقة من الغاز الطبيعي الخدمة، على نحو أسهم في هبوط معدلات استهلاك قطاع توليد الطاقة للنفط بنسبة الثلث. كذلك، أورد التقرير أهمية الخطوة الحكومية السعودية في رفع الدعم عن المحروقات في خفض نسبة استهلاك الخام بنسبة 2 % خلال الأشهر الـ11 الأولى من العام 2016، في انخفاض حاد يسجّل للمرة الأولى منذ العام 2003.
وعن الخطوة السعودية المتوقع حدوثها بحلول يونيو القادم، والقاضية بالعودة إلى مستويات إنتاجها السابقة من النفط، رأى التقرير أنه “من شأن هكذا خطوة أن تسرّع في انهيار الاتفاق” بحلول ذلك الموعد، حيث سيكون من الاستحالة بمكان عندئذ معالجة “لائحة المهام غير المنجزة” على أجندة المنتجين من منظمة “أوبك” وخارجها على الصعيد العالمي.
وتابع التقرير، الذي حمل عنوان “لم قد تتملص السعودية من الاتفاق الكبير لأوبك”، بالإشارة إلى أن نوايا الرياض في هذا الصدد “تبدو وكأنها ترمي إلى استعداء باقي (دول) المنظمة، وخلق الأرضية والأساس لمشاعر الاستياء” في أوساط تلك الدول، موضحاً أنه في حال كان هدف السعودية “استعادة وتكريس حصتها التصديرية” في سوق النفط، يعد “أكثر أهمية من (مساعي) إعادة التوازن إلى الأسواق”، فإن الأخيرة تغامر بالانسحاب من “اتفاق كسبته بصعوبة”، و”كلّفها، أسوة بشركائها، رأس مال سياسي كبير لبلوغه”.
زر الذهاب إلى الأعلى